هو بالتأكيد واحد من المحظوظين في هذه الحياة، الذين خدمتهم الصدفة، فدفعته أمام الأضواء بلا أي إمكانات أو كفاءة، وبسبب ضربات الحظ التي إنهالت عليه من كل اتجاه، تقدم الصفوف بين أقرانه من أبناء جيله وتخصصه، ولكن من الإنصاف أن نعترف، بأن لديه قدرة فائقة علي التحول والتعايش مع كل نظام، حيث كان ولايزال طارحا نفسه لخدمة أي عصر ساعيا للتأقلم مع أي سلطة حسب ما تفرضه ظروف المرحلة وفقا لدوره الجديد. حصل علي الدكتوراه بالمجاملة في مجاله، حتي يضع قبل اسمه حرف الدال، من قبيل التباهي والاهتمام اقتناعا بمقولة الزعيم عادل إمام الخالدة «صحيح بلد شهادات». عرفته - كما عرفه الآلاف غيري - من ركاب المرسيدس ومن سكان أرقي الأحياء لكنه من باب أداء الواجب، كان ولا يزال يتحدث بلسان المطحونين والفقراء في المساء، وينخرط بين علية القوم وكبار المسئولين في الصباح. والطريف أنه كان رمزا بارزا بين رموز النظام الأسبق، ومستشارا في واحدة من لجان برلمان سرور المزور - بتشديد الراء - وبعد أن سقط نظام مبارك، سرعان ما غير موقفه، وطرح نفسه خلال الحملة الانتخابية للرئيس المعزول محمد مرسي، علي أنه من أشد المخلصين له، ومن أفضل المروجين للفكر الإخواني، حتي جاء اختياره ضمن الفريق الاستشاري للرئيس مرسي، رغم تفوق الكثيرين عليه بالرأي والخبرة. ومع قيام ثورة يناير، واستكمالها بثورة يونيو، أصبح من أكبر المؤيدين لنظام السيسي والداعين لبناء مصر الجديدة. إنه باختيار تجسيد ملموس لمثل معروف «قيراط حظ ولا فدان شطارة»... ألم أقل لكم إنه واحد من المحظوظين!