3 - لعل أخطر ما تمارسه جماعات العنف والتطرف والإرهاب هو العمل على تغييب وإلغاء العقول لدى المخدوعين باسم الدين لكى يتم الزج بهم فى عمليات انتحارية غشومة تقتل الأرواح وتدمر الممتلكات وتنشر الرعب والدمار. وربما يكون ذلك هو المدخل لطرح سؤال ضرورى يتحتم على المنوط بهم مهمة تحديث الخطاب الدينى الإجابة عنه ولكى يعرف القاصى والدانى ما هو موقف الإسلام من العقل؟. وفى حدود علمى وفى إطار حق الاجتهاد أقول إنه ليس هناك فى الإسلام شيء يعطل استخدام المرء لعقله تحت دعاوى السمع والطاعة لأن التراث الإسلامى منذ نزول الدعوة يؤكد أن الإسلام الصحيح يدعو لنبذ كل ما لا يقبله العقل بل إن الإسلام جاء محرضا على التفكير فى كل شيء وعرضه على العقل إلى الحد الذى يرى معه كثير من العلماء والفقهاء الثقاة أن الإسلام يبيح للإنسان أن يفكر كما يشاء وهو آمن من التعرض للعقاب على هذا التفكير بما فى ذلك التفكير فى الإقدام على أعمال تحرمها الشريعة الإسلامية التى لا تعاقب المرء على حديث نفسه ولا تؤاخذه على ما يفكر فيه من فعل أو قول وإنما تؤاخذه على ما اقترفه من أقوال وأفعال محرمة.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه النبوى الشريف: «إن الله تجاوز لأمتى عما وسوست أو حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم». أتحدث عن خطاب دينى ينتقد هؤلاء المغرر بهم من شباب الأمة ومساعدتهم على استعادة العقل الغائب الذى أسهم فى أن يغيب عنهم أعظم ما فى الإسلام الذى يحترم العقل ويحترم النفس والروح فالنفس الإنسانية لها حرمتها فلا يعتدى عليها بأى نوع من العدوان فى حياتها أو مالها أو عرضها أو عقيدتها أو أمنها. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : كن حذرا دون تردد ومقداما دون تهور وكريما دون تبذير! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله