تشهد اروقة وزارة الثقافة صراعاً بين الوزير عبد الواحد النبوى من جهة والمثقفين من جهة أخرى بعد الاطاحة بالدكتور احمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب ومحمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وأنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة، الأمر الذى دفع المثقفين إلى لقاء المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الذى التقى بهم أمس الأول «الاثنين» فى سرية تامة بعيداً عن الأنظار للاستماع لوجهة نظرهم ومنهم وحيد حامد وسيد حجاب وجمال بخيت ومحمد علبه وفردوس عبد الحميد وخالد يوسف وليلى علوى ، وكان محلب قد استبق اجتماعه بهم بلقاء النبوى للتعرف على اسباب الخلاف. ووصف وزير الثقافة ما صاحب قرار عدم المد للدكتور أحمد مجاهد لرئاسة الهيئة العامة للكتاب ب»الأزمة المفتعلة»، وأنه من حق أى مواطن أن يلتقيه رئيس الوزراء أو يلتقى رئيس الوزراء. وقال النبوى إن الدكتور مجاهد من الشخصيات الموجودة فى وزارة الثقافة منذ فترة طويلة وعمل فى الهيئة العامة المصرية للكتاب وانتهى ندبه وكان أمس الأول الاثنين هو آخر يوم عمل له». وأضاف وزير الثقافة رأينا ضرورة التغيير فنحن نحتاج أشخاصا يتميزون بأفكار جديدة من أجل ضخ دماء جديدة تتفهم طبيعة المرحلة المقبلة خاصة أن هيئة الكتاب عليها أعباء ضخمة وكبيرة مثل ضرورة الانتشار فى الجنوب. وكان الوسط الثقافى قد انقسم إلى فريقين احدهما طالب الوزير بالإبقاء على مجاهد لجهوده وانجازاته فى الهيئة، التى أثمرت عدة مشروعات ناجحة أبرزها المقر الجديد لمعرض الكتاب الذى تم افتتاحه أخيرا بوسط البلد، وقام بعض المثقفين بحملة ضد الوزير يرفضون فيها قراره، كما وصفوا الدكتور النبوي، بأنه غير قادر على إدارة الوزارة، وشبهوه بالدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة الإخواني، فى أنه يستكمل مسيرة الأخير فى تفريغ الوزارة من قياداتها، ومن الكفاءات. كما هدد المثقفون بالاعتصام أمام مكتب الوزير وأمام رئاسة الوزراء، وناشدوا الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس إبراهيم محلب بإقالة الوزير. وأصدرت جبهة الإبداع المصرى بيانًا تدين فيه قرارات الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة، بعدم التجديد لقيادات الوزارة، وتتهمه بأنه يقوم بتفريغ الوزارة من مثقفيها، وتناشد فيه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب»أن ينتبه لما يفعله وزير الثقافة لأنه يطبق سياسة الأرض المحروقة، وأنه يجرد الوزارة من الكفاءات قبل رحيله»، وتطالبه بإقالة الدكتور عبد الواحد النبوي. ومن ناحية أخرى بدأت نيابة أمن الدولة العليا تحت إشراف المستشار الدكتور تامر فرجانى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا التحقيق فى البلاغ المقدم ضد وزير الثقافة بعد صدور كتاب يحمل اسم «مصر التحرير .. ميلاد ثورة». وحملت تفاصيل البلاغ للمحامى سمير صبرى أن الكاتب علاء الأسوانى قرأ الترجمة العربية للكتاب ثم كتب مقدمة نشرت على ظهر الغلاف الاسم الكامل لمترجم الكتاب عاصم عبد ربه حسين يعمل بالمركز القومى للترجمة، كتب فى مقدمته الخاصة عبارات عديدة و منتقلا بين صفحات الكتاب بخفة، وخبث، يخلع خلاله «المترجم» عن الجيش المصرى وطنيته فى كتاب صادر عن وزارة «الثقافة» المصرية. وقال المحامى إن من حق «المترجم» أن يقول رأيه فيما يكتبه، إذ إن لمسته الخاصة لا بد أن تكون «بارزة» على صفحات الكتاب، فهو ليس ناقلًا.. أما أن ينشر له «المركز القومى للترجمة» التابع للدولة تحت رئاسة وزير الثقافة شخصيا ويشن هجومه الحاد على الجيش المصرى بشكل صريح وحاد ووقح .. فهذه واقعة لا يمكن الالتفات عنها، حيث إنها تقع فى دائرة التجريم .