أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن صيام ستة أيام من شهر شوال بعد صيام شهر رمضان كاملا هى سنة مستحبة تقرب المسلم من الله تعالي، بل إنها دليل على قبول صيام الفريضة. وأوضح الدكتور عمر هاشم، أن النبى «صلى الله عليه وسلم»، حثنا على صيام ستة أيام من شهر شوال، حيث كان النبى يحرص على أن يصومها متتابعة أو متفرقة، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك: “من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر”. وأشار إلى أن وصية النبى «صلى الله عليه وسلم»، لأمته بصيام ستة أيام من شوال جاءت لتأكيد سماحة ووسطية الدين الإسلامي، وحرص الشارع الحكيم على تعويض المسلم ما فاته أو اقترفه فى أى من أيام صيامه فى شهر رمضان، فمن رحمة الله تعالى بالمسلمين أنه وضع لهم مع كل فريضة نافلة تعوض ما يكون قد شاب أداء تلك الفريضة من خلل أثناء تأديتها، وهكذا وجدنا مع كل صلاة ركعتين سنة تاليتين أو سابقتين لها بحيث تكون جابرة لما قد يكون وقع فيها من خلل، ومتممة لما قد يكون فيها من نقص، وفى الصيام جاء حث النبى على صيام ستة أيام من شوال، وحرص النبى على توضيح فضلها. وأضاف: إنه من ضمن فضائل تلك الأيام الستة، أنها تعوض المسلم عن أى شيء يكون قد جرح صيامه فى أيام شهر رمضان، كأن يكون قد ارتكب ذنباً خلال الصيام بشرط ألا يكون ذنباً من المفطرات، وبصيام الأيام الستة يجبر الصائم الخلل الذى شاب صيام الفريضة، وفى ذلك قال النبى «صلى الله عليه وسلم»: “إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا فى صلاة عبدى أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن انتقص منها شئ قال انظروا هل لعبدى من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدى فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم”، ومن هذا المنطلق ينبغى أن نحث أزواجنا وأولادنا وإخواننا وأصحابنا على صيامها، ليتم لكل منا بفضل الله تعالى فضل صيام عام كامل، ومن حافظ عليها كل عام كان ذلك مثل صيام الدهر، وذلك من واسع فضل الله ورحمته بهذه الأمة. فإن فرق الأيام أو أخر بعضها أو كلها عن أوائل شهر شوال إلى آخره حصلت فضيلة المتابعة, لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شهر شوال.