برحيل السينمائي الكاتب والمخرج والسيناريست رأفت الميهي تكون السينما المصرية فقدت واحدا من كبارها وصاحب العديد من الافلام التى حققت نجاحات جماهيرية ونقدية . فعبر تاريخه قدم نحو 50 فيلما شارك بعضها في مهرجانات العالم وحصل علي العديد من الجوائز . يعتبر من أهم كتاب السيناريو وواحدا من أهم مخرجي الفانتازيا بدأت رحلته مع الفن في عام 1966 وكانت بدايته كسيناريست من خلال فيلم «جفت الأمطار» , ثم سرعان ما بدأ نجمه في الصعود فاختاره المخرج الراحل الكبير كمال الشيخ ليقوم بعمل شراكة معه سميت برباعية الشيخ فقدما سويا أربعة من أهم الأفلام السينمائية هي «شروق وغروب» وشيء في صدري والهارب وعلي من نطلق الرصاص . الميهي مخرجا في عام 1981 قرر رأفت الميهي فجأة الاتجاه إلي الإخراج وعن سبب هذا قال في حوارات سابقة , إنه لايوجد أسباب محددة سوي أنها رغبة تملكته فقام بتنفيذها , وكان رأيه أنه تطور طبيعي خصوصا أنه يكتب القصة والسيناريو والحوار , لذلك فهو من وجهة نظره أفضل من يقوم بإخراج ما يكتبه أكثر من أي مخرج أخر. وكان أول أخراج له فيلم عيون لاتنام بطولة فريد شوقي ومديحةكامل وأحمد ذكي وقد نال أعجاب النقاد , بل واعتبر عدد كبير منهم أنه من أهم افلام تاريخ السينما المصرية , وقد شارك في العديد من المهرجانات الدولية . أما بداية جماهيريته الحقيقية وبداية اتجاهه أيضا إلي تقديم الفانتازيا فجاءت عام 1983 من خلال فيلم الأفوكاتو مع عادل إمام والذي عتبر من الأفلام القليلة جدا التي حظيت بإعجاب كل من الجماهير والنقاد معا , أما فيلمه الثالث «للحب قصة أخيرة» فكان في عام 1984 وهو بطولة يحيي الفخراني ومعالي زايد وتحية كاريوكا , ويعد هذا الفيلم أيضا ضمن أهم الأفلام المصرية من وجهة نظر نقاد وسينمائيين كثيرين ، وقد شارك هو الأخر في العديد من المهرجانات الدولية مثل برلين وفالنسيا ونيودلهي , كما حصل علي جائزة خاصة من مهرجان كارلو فيفاري في سويسرا . قمة أفلام الفانتازيا أما قمة الفانتازيا عنده فكانت من خلال شراكته مع محمود عبد العزيز فقدما أفلام السادة الرجال وسمك لبن تمر هندي وسيداتي آنساتي , وهذه الأفلام تعد بمثابة تحف كوميدية سينمائية , كما أنها حققت أعلي الأيرادت , وكعادة كل أفلام الميهي تقريبا شاركت أيضا في عدد كبير جدا من المهرجانات ومنها سويسرا ونيودلهي ودمشق وباريس للأفلام العالمية وتطوان وميلانو وبرشلونة وغيرهم كثير من المهرجانات . أقام رأفت الميهي بعد ذلك شراكة من نوع آخر مع ليلي علوي بدأها بفيلم قليل من الحب كثير من العنف وتفاحة وست الستات , كما قام أيضا بإنتاج فيلم يادنيا ياغرامي بطولة الهام شاهين وهشام سليم وهالة صدقي ومن إخراج مجدي أحمد علي . واستمرت أفلامه التي تتميز بالتغريب والفانتازيا في ميت فل مع شيريهان وهشام سليم وحسن حسني وفيلم شرم برم وكان أخر أفلامه علشان ربنا يحبك وهو من بطولة مجموعة من الشباب الجدد ولكنه لم يلقي النجاح الجماهيري فقرر الآبتعاد عن الإخراج , ولكنه ابدا لم يبتعد عن الفن ولا السينما فأنشأ أكاديمية باسمه لتعليم فنون السينما فهو كان مؤسسه فنية متكاملة.
السينمائيون يودعونه محمد مختار أبودياب
أكد الدكتور وليد سيف أن رأفت الميهى من أبرز الشخصيات التى قدمت الدعم للسينما المصرية من خلال أكاديمية الميهى مشيرا إلى أنه قام بعمل تكريم للمخرج الراحل فى مهرجان الإسكندرية عام 2012 وكان سعيدا بالتكريم خاصة وأنه كان يشمل دراسة نقدية عن أعمالهوأضاف أنه نظرا للظروف الصحية التى كان يمر بها الميهى فقد اعتذر عن حضور حفل الافتتاح وأرسل كلمة مع زوجته وقمت أنا بإلقائها، كانت تدور حول مصر الحضارة والتى لا يمكن أن تتحول إلى نجران أو حضرموت ولاقت الكلمة ترحيبا كبيرا. وبعد الانتهاء من الكلمة قام وزير ثقافة الإخوان فى ذلك الوقت باستدعاء ممدوح الليثى بعد أن فوجىء بمضمون الكلمة ، وعندما سألنى الليثى لماذا لم أقم بتعديلها قبل إلقائها قلت له أنا لا أستطيع تعديل كلمة قام بكتباتها رافت الميهى، كما أننى مؤمن بكل كلمة جاءت فيها يقول المخرج داود عبد السيد أن الميهى واحد من أهم السينمائيين فى جيل ما بعد 67 ، وكان من مؤسسى جماعة السينما المصرية وسيناريست يشار له بالبنان حيث قدم أفلاما هامة مع المخرج الكبير الراحل كمال الشيخ مثل شروق وغروب. وأضاف بعد أن تحول الميهى لمجال الإخراج كان له أفلام مهمة فى السينما ومنها الأفوكاتو وللحب قصة أخيرة .. فهويمثل علامة من علامات السينما المصرية وكان له دور بارز فى نهضتها وتميزها خلال السنوات الماضية. الفنان عزت العلايلى قال أنه عمل معه فى فيلم «على من نطلق الرصاص» وكان الراحل يمثل حالة خاصة فى السينما المصرية حيث إنه كان من الكوادر المهمة فى تاريخ السينما من خلال عمله كسيناريست ومخرج ومنتج. المخرجة نيفين شلبى أكدت أن المخرج رأفت الميهى كان بمثابة الأستاذ و الأب وكان دائم التشجيع لى بشكل خاص ولشباب السينمائيين بشكل عام. وأضافت لآخر لحظة في عمري لن انسي ابدا عندما تعسرت في دفع مصاريف الاكاديمية بعد التيرم الاول بعد نجاحي بتفوق ... فقررت انا انسحب من استكمال الدراسة لعدم قدرتي علي دفع المصاريف الباهظة بالنسبة لي وقتها فقام بتخفيضها لي 25% وعنما لم أستطع دفعها قام بتقسيطها لي بالتقسيط المريح .. ومنحنى فرصة العمل كمونتيرة لطلبة الاكاديمية ، كما أنه كان يفعل ذلك مع جميع الدارسين في الاكاديمية.