إذا أردت أن تدرك مدى روعة ثورة 25 يناير ونبل شبابها وعظمة هذا الوطن وتضحيات الشرفاء من أبنائه ، فليس عليك إلا أن تقرأ كتاب «الثورة الآن.. يوميات ميدان التحرير» للكاتب الصحفى سعد القرش، والذى سطر كتابه من واقع شهادته كمشارك رأى بعينيه أحداث الثورة العاصفة، بل كان جزءا منها. والكتاب عبارة عن تسجيل ليوميات ثورة يناير منذ الثلاثاء 25 يناير 2011 حتى الجمعة 11 فبراير، يوم تنحى مبارك، فكل يوم من هذه الأيام غنى بأحداثه وتفاصيله التى يرصدها المؤلف بدقة الصحفى وإحساس الأديب. ولأنه أديب وصحفى فإنه يرسم لنا من خلال كتابه بانوراما كاملة تسجل لحظات الفرح واليأس لميدان التحرير، وخاصة تجاه نظام مبارك الذى فقد الإحساس فى تعامله مع هذه الثورة العاصفة. كما يمد المؤلف رؤيته إلى خارج مصر بعد أن أصبحت الثورة هى الأمل لكل الشعوب العربية التى تتوق للحرية. يقول سعد فى يوميات الأربعاء 9 فبراير: «المدينة الفاضلة فى ميدان التحرير كشفت أجمل ما فينا.. علاقات القربى والجيرة والاجتماع على الفكرة والرهان على الحلم وامتد هذا الاكتشاف أيضا، إلى دوائر أوسع ، يلمسها أمثالى ممن يقطعون أكثر من 13 كيلو مترا، مشيا على الأقدام فى طريق العودة فجرا، ويرون أصحاب السيارات يدعون مشاة لا يعرفونهم إلى الركوب. «لايخشى المشاة أن يكون قائدو السيارات محتالين، ولا يخشى هؤلاء أن يكون المشاة لصوصا أو بلطجية، سرعان ما يكتشف الطرفان أنهم ينتمون إلى دولة ميدان التحرير.. زلزال الميدان له آثاره الكبري، فالعالم يرانا وها هى المظاهرات تنطلق اليوم من كوريا الجنوبية للأرجنتين تساند المصريين». ويوم الجمعة 11 فبراير يقول: «كنت استقبل صباحات أيام الثورة بالتفاؤل لم أكن قلقا إلا صباح يومى 28 يناير (جمعةالغضب) و11 فبراير (جمعة التحدي)، يشكل هذان اليومان قوسى حدث كبير، شهدت بعض أيامه مفاجآت تراجيدية ، ولكنها كانت تفاصيل محتملة وواضحة ويمكن التصدى لها وإن كانت دامية ، مثل موقعة الجمل». وهو لا ينسى أن يضيف إلى عنوان هذا اليوم الأخير والفصل الأخير فى كتابه أن 35 كلمة أنهت سنوات من الفساد، لفت نظرى أن المؤلف بدأ كتابة كتابه يوم 25 فبراير بعد نجاح الثورة مباشرة، وانتهى منه يوم 11 فبراير ولذلك جاء الكتاب دفقة ابداعية واحدة لم تفتقد عنصر التوثيق مما يجعله افضل شاهد بحق عن ثورة 25 يناير وما جرى فيها. الكتاب : الثورة الآن المؤلف : سعد القرش الناشر : كتب خان 2012