فرغت رؤسنا من الهموم والمشاغل ولم يعد يهمنا سوى كيف نخرج للشارع بأدمغتنا هل نتركها حاسرة بدون غطاء أم نضرب عليها بالخمار! أجد نفسى أشعر بالملل الشديد وأنا أعيد الكتابة للمرة الثانية خلال شهور قليلة عن أمر شخصى للغاية لكل فتاة أو إمرأة مسلمة، تقرر فيه وحدها علاقتها بربها وبجسدها، والحقيقة أننى لا أعلم هل مطلوب من الإعلامى أن يتجاهل الأصوات التافهة التى تعلو وتحدث ضجيجا فارغا، ولا تتحدث أبدا عن العمل والبناء ولا كيفية إعادة الأخلاق، وإنما شغلها الشاغل ليل نهار هو فرضية الحجاب وما إذا كان سيادتهم مقتنعين بأن التفسيرات القرآنية تحدثت عن غطاء الرأس أم أن ذلك إجتهاد بشرى لا يلزمنا به الأقدمين ! لا أكتب اليوم لأناقش ماثبت بالقرآن والسنة والإجماع على مدى السنين، فلو لم يكن الحجاب فرضا لكان أرقى فضيلة وفطرة للصالحين، وإنما أكتب من أجل سؤال واحد يلح على ذهنى منذ مشاهدتى بالأمس آخر دعوات هدم الحجاب ولكن هذه المرة من أحد من ينتمون للأزهر علما وعملا، والذى ينكر فرضية الحجاب ضمن ماينكره من أمور أخرى كعلاقة اللحية بالسنة أو الدين !! الدكتور الذى يسجل برامجه ويذيعها على مواقع التواصل واليوتيوب يزعم أنه سيواصل ليجدد ويوضح ويحل أزمات الأمة ويصلح حال المسلمين، وبغض النظر عن تعارض آراء الرجل جملة وتفصيلا مع مواقف المؤسسة الأزهرية من الحجاب كفريضة ثابتة فى حق البنات والنساء، ولا أدرى هل صمت الأزهر عنه من باب الجهل بأمره أم التجاهل لفكره أم من باب مبدأ حرية الرأى والتعبير وهو مبدأ مرفوض تماما عندما نناقش الفرائض وأصول الدين أعود للسؤال سبب كتابة المقال وأطرحه على كل العباقرة المكتشفين خطأ استمرار غطاء الرأس على نساء المسلمين، وأقول: ما الذى يفيدك شخصيا من رؤية النساء بلا حجاب، هل تتحسن حالتك النفسية وترتفع قدرتك على العمل ويزداد الإنتاج، ومالذى يفيد بلادنا إذا ماتعرت كل النساء .. هل رؤية منطقة الخصر ستقضى على مشكلة الجوع والفقر ؟ هل سنحل إدمان الشباب وإكتئابه وربما انتحاره بالشعر الحرير اللى بيلصق من الرطوبة ويرجع يطير؟ أم أن أبواب العمل والوظيفة ستفتح كلما قصر طول "الجيبة" !!!! وسواء كان الداعين من الأزهريين الدارسين للأسف أم من الهواة الذين لايفقهون شيئا فى الدين فلا أقول لكم سوى: ارفعوا أيديكم وكفوا ألسنتكم واكبحوا أغراضكم عن شكل ولباس المرأة المصرية، إن كنتم تريدون لها وللمجتمع خيرا فحدثونى عن عقلها وعن علمها وعملها وعن رعايتها لزوجها وتربيتها لولدها، ولا تحدثونى عن شعرها وتفاصيل جسدها كونوا كما أراد الإسلام لها ..عقلا يخاطبه الرجل بكل احترام، لا جسدا يتأمل تفاصيله من الخلف والأمام ويتغزل حوله مع أقرانه اللئام، كفاكم إشاعة للفاحشة وتحريضا على العرى وكفاكم أوزار من تشككن واقتنعن بدعاويكم وسارعن بتتبع خطى الشيطان ، اصمتوا حتى لا تحملوا أوزاركم وأوزار غيركم. لمزيد من مقالات علا مصطفى عامر