بالعودة إلى الزمن الغابر وفى حديقة نقابة الصحفيين ، كم كانت هى الأحاديث الصاخبة وكثير منها لم يكن يخلو من سخرية، معها تتعالى الضحكات والقهقهات من فرط ملهاتها، إنها حكايات المشتاقين المتلهفين ليس لمناصب وحقائب وزارية، بل لهذا اليوم الذى سينالون فيه شرف الدخول إلى التخشيبة، باعتبارهم مناضلين أشاوس أصحاب كلمة ورأى ، وكان المرء يجد هؤلاء وهم يكيلون بافتعال الاتهامات والانتقادات القاسية للسلطة ورموزها. ولانهم متمرسون فكانوا يتوقعون دوما أن يدنوا منهم من يحذرهم فالبصاصون أكثر من الهم على القلب، هنا ينبرى أحدهم بصوت جهورى قائلا بفخر: شنطتى جاهزة فمثلى لا يخشى الاعتقال وكم أخذت منه السجون راءات، وفى قرارة نفسه يتمنى أن يأتوا لمنزله فجرا فنفير مصفحاتهم وأزير سلاحهم سيوقظ النائمين الذين سيصرخون فى صمت قائلين الاستاذ فلان تم القبض عليه لانه ضد النظام ياحرام ملعونة السياسة، وهذا هو المطلوب اثباته . وتمر السنوات ولتذهب اسماء وتأتى أخرى منها ايمن نور الذى كان يتباهى بانه ابان سجنه دارت حوارات مع الرئيس المعزول محمد مرسى كسجين إخوانى شهير، ونسى السيد نور أنه كان مسجونا لانه مزور منزوع الشرف بحكم محكمة النقض ، وها هو يعود ليقول إنه مضطر إلى ترك بيروت التى اتخذها منفى لانه مستهدف من قبل اجهزة استخباراتية ويقينا ان الأخيرة لا تعيره هو وأمثاله أدنى اهتمام ، ولكن مع الاسف هناك من يقع فى الفخ ويعطونه الهدية التى ينتظرها بفارغ الصبر، وأقصد هنا حادثة وثيقة سفره الذى حاك ولازال حولها القصص الدرامية وكأنه سنجام. وها هى جهات أخرى تصنع من الشيخ جبريل بطلا بمنعه من الخطابة بحجة التحريض، فليكن فماذا فعل من قبله عبد الحميد كشك لا شئ سوى أنه ترك فى أذهان الناس انطباعا بكونه أسوأ إمام وخطيب عرفته المساجد، فاعطوا لنور جواز سفره واتركوا الثانى يعتلى منبره، وكفانا ابطالا هم فى الحقيقة من ورق. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد