فى الحروب الأهلية الدائرة التى خلفت الملايين من الضحايا والمشردين فى العراق وسوريا واليمن و ليبيا يقف الفرقاء والمتصارعون خلف آلة الحرب لإطلاق الصواريخ والقذائف لتصفية بعضهم بعضا وتدمير مقدرات بلادهم وهم يطلقون صيحات (الله اكبر ..الله اكبر) ومع هذا التكبير من المؤكد ان شلالات من الدماء قد انفجرت او تهدمت البيوت على الأبرياء سواء من هذا الفريق او ذاك، وانا هنا لا يعنينى من الذى على خطأ أو على صواب، أو من الجانى ومن الضحية، أنا يعنينى الانسان، فالكل خاسر لاشك فى ذلك لأن المحصلة هى دول تنهار وأوطان ربما تصبح مع استمرار هذه الصراعات اثرا بعد عين او تاريخا من الماضى. المفزع حقاالذى يصيبنى بحالة من الاشمئزاز هو القتل باسم الله و تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هل وصلنا الى هذا المستوى من العبث و الفوضى والتضليل بحرمة ابن آدم التى حرمها الله الذى يقتلون باسمه بينما القرآن الكريم و هو الكتاب المنزل من الحق سبحانه و تعالى حرم قتل النفس البريئة و قالت الآية الكريمة: «من قتل نفسا بغير نفس او فسادا فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» صدقت يا ربى يا رحيم بعبادك أيا كانت ديانة أو عقيدة هذا الانسان. لا ادرى عندما تتحول هذه الدول الى أنقاض و يهجرها الملايين سواء فى مخيمات اللاجئين او بحثا عن مكان آمن خلف الحدود فماذا يتبقى للاطراف المتصارعة والمتقاتلة وأى بلاد سوف يحكمونها و يتولون المسئولية عنها؟! هل غاب العقل و التسامح و الحوار و الوصول الى ارضية مشتركة تحافظ على ما تبقى من هذه البلدان ووصلنا الى المستوى من الحقد والكراهية وسحق الآخر؟ ألا يوجد لدى هؤلاء الحد الأدنى من الانسانية حتى بلغ بهم الاجرام الى القتل باسم الله، اللهم احفظ بلدى من الفتنة. فاصل قصير : قلت قبل عدة أشهر و مازلت عند رأيى ان اثيوبيا تبيع لنا الوهم وتشترى الوقت من خلال جرنا الى مباحثات عبثية قد تستمر سنوات بينما العمل يجرى على قدم وساق فى بناء سد النهضة و توقعاتى ان مصر لن تحصد سوى الريح بعد التأكد من هذه المراوغة الأثيوبية. لمزيد من مقالات هانى عمارة
