2 - ليس هناك خطر يوازي خطر أئمة الإرهاب الذين يرتدون ثياب الأئمة ويزعمون أنهم دعاة وهم في حقيقة الأمر ليسوا أئمة وليسوا دعاة. أتحدث عن الذين يقاومون أي اتجاه لتجديد وترشيد الخطاب الديني حتي لا تبور تجارتهم القائمة علي الزيف والتضليل واستمرار تغييب العقول عن حقيقة حدود المسئولية في الإسلام لكي يتوفر لهم المناخ الملائم لاستغلال حب وعشق المسلمين لكل ما يمت للدين بصلة من خلال طرح وترويج الشعارات الزائفة والمضللة التي تشعل الفتن وتبرر ارتكاب الجرائم والآثام وتأجيج الخلافات والصراعات بين أبناء الوطن الواحد. هؤلاء الخوارج يخشون من تجديد وترشيد الخطاب الديني الذي يعني إفهام عامة المسلمين جوهر وروح الشريعة الإسلامية بأنه ليس لأي إنسان الحق في أن يزعم لنفسه امتلاك تفويضا يجعل منه مسئولا عن إقامة حدود الله لأنه بذلك يقتنص خلسة وزورا تفويضا لم يمنحه الله إلا للرسول عليه الصلاة والسلام المكلف وحده بأن ينزل الناس علي حكم الله باعتباره المشرع للأمة وليس كل من سيأتي بعده له من التمكين الإلهي الذي يمنحه تفويضا بإنزال الناس علي حكم الله. أتحدث عن الذين يرفعون شعارات « الحكم بما أنزل الله وإقامة حدود الله «إن الحكم إلا لله» ويخفون وراءها أهدافا سياسية فمثل هؤلاء يريدون كلمة حق يراد بها باطل لأن ما أنزل الله هو كافة ما أنزله الله في القرآن من تفاصيل العبادات والمعاملات وما بينته السنة النبوية الشريفة ليهتدي بها المسلمون.. وهو تكليف واقع علي كل نفس علي حدة «حاكما أو محكوما» حيث لا وصاية لمسلم علي مسلم.. ثم «إن الحكم إلا لله» جاءت في القرآن الكريم بمعني أن الحكم لله فيما قضاه وقدره علي عباده من تصاريف إلهية الذي لا علاقة له بالحكم الدنيوي في صورة قوانين وشعارات. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : العيون نوافذ يطل منها العقل علي القلب لرؤية الحقيقة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله