في حضرة صمتها.. وسكونها.. وهيبتها الساحرة ..وغموض تاريخها .. وأسرار رمالها بجوار جبل الطير وعلى مسافة قريبة من معبد هيبس ..تجتمع العصور، ويقف ما هو بدوي ليرى ما هو قبطي ويعانقا ما هو فرعوني. وفي ظل النخيل الممتد غير بعيد عنها، تستطيع أن تنتقل إلى حقبة أخرى من الزمان، وسط شوارع ومباني صٌممت على شكل قباب وزٌينت برسومات الفريسكو البهية بألوان لم يمحها مرور قرون من الزمان نقلت رموز السلام وقصص الانبياء. هنا وعلى بعد نحو 3 كيلومترات شمال مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد تقع المقابر المسيحية في البجوات -والتي تعني القبوات أو القباب وتم تحريف الاسم وفقاً لكيفية نطقه بالجنوب- التي شيدت في القرن الثاني الميلادي، واستمر البناء بها حتي القرن السابع الميلادي حيث يرى البعض انها اقدم اثر مسيحي في مصر.. يتكون الأثر المسيحي من 263 كنيسة صغيرة سٌجل على قبابها وجدرانها رسومات عديدة مستمدة من الكتاب المقدس. ضمت هذه الكنائس الجنائزية في أسفلها، وعلى عمق كبير، غرفا لأجساد الرجال وأخرى للنساء، ويعد أضخم بناء في الموقع هو كنيسة ثلاثية شٌيدت من الطوب اللبن تعرف بكنيسة السلام، حيث تؤرخ رسوماتها للقرن الخامس أو السادس الميلادي وقد اشتق هذا الاسم من تصوير رمز السلام على قبة الكنيسة. ويزخرف قبة سقف الكنيسة سجل من رسوم وأشكال من الكتاب المقدس وكل شكل تم تسميته باللغة القبطية اليونانية وتتضمن تصويرة رمز السلام، ورمز الصلاة، ورسومات لدانيال في جب الاسود وأخرى لقصص الأنبياء منهم يعقوب،ونوح، وابراهيم، والسيدة مريم واسحاق عليهم السلام.