برغم مرور ما يزيد على أربعة أعوام على ثورة 25 يناير وعامين على ثورة 30 يونيو وهى ثورات قادها الشباب يتجدد الجدل حول مستقبل الحركات الشبابية ودمج الشباب فى المسار السياسى الحالي. فى ظل انقسام بين الشباب حول آليات ممارسة السياسة بين التمسك بالاحتجاج فى الشارع وبين تأسيس أحزاب والسعى لخوض الانتخابات البرلمانية. ومازال فريق من هذه الحركات يرى أن الشارع ملاذهم الوحيد للتعبيرعن أنفسهم كحركات ضغط رقابية و أن تحولهم لأحزاب سيقضى عليهم وعلى ما أنجزوه، بينما يرى الفريق الثانى أن استخدام الأدوات الإصلاحية وممارسة السياسة يمكن أن يكون مسارا ملائما لطبيعة المرحلة الحالية بشرط توظيفه لصالح تحقيق مطالب الثورة. ويرى لباحث السياسى عمرو صلاح، عضو التيار الشعبى ولجنة الخمسين أنه لابد من توفيرالآليات لدمج الشباب بالعملية السياسية، مؤكدا أن ذلك يتطلب تهيئة المناخ السياسى ودعم التعددية الحزبية من أجل استغلال طاقات الشباب فى المحليات والبرلمان وكافة الأجهزة التنفيذية، مشيرا إلى أن فقدان الثقة فى العملية السياسية الحالية بين الشباب خاصة غير المسيس يدفع الكثيرين للإحباط والانخراط فى مجموعات ترى أن الاحتجاج بالشارع أفضل وسيلة للتعامل مع الأمور، وهذا سيصعب من حدوث أى تطور نوعى إيجابى فى دمج الشباب سياسيا. ويضيف صلاح, الخيارات أصبحت صعبة أمام الشباب فإذا اختار الاحتجاج السلمى لإسماع صوته يتم القبض عليه بموجب قانون التظاهر، وإذا فكر فى ممارسة السياسة سيكون من الصعب عليه التعامل مع أحزاب تتجاهله، فضلا عن صعوبات آخرى تتعلق بالتمويل والمناخ العام وهل الدولة لديها رغبة حقيقية فى دعم التعددية الحزبية التى يمكن أن ينخرط الشباب سياسيا من خلالها أم لا. ويرى صلاح أن تأسيس الشباب لأحزاب فى ظل المناخ الحالى لن يحل الأزمة لأن الحل هو تهيئة المناخ لعملية سياسية بالأساس، معربا عن تخوفه من الأثار السلبية لإحباط الشباب. ويرى محمود عفيفي، المتحدث باسم تيار الشراكة الوطنية المنضم لتحالف الوفد أن توجهات الدولة والأحزاب تجاه الشباب سلبية ولم ترتق إلى ما يتطلع إليه الشباب الذى يريد أن يكون جزء حقيقى من إدارة الدولة، مضيفا هناك إقصاء للشباب وإبعادهم عن العملية السياسية بفعل فاعل والمشهد بشكل عام أثر سلبا على تواجد الشباب وهذا ستعانى منه الدولة خلال الأيام القادمة وكنا نتمنى تهيئة المناخ العام والسياسى لدعم الشباب ويرفض عفيفى أن يقوم الشباب بتأسيس أحزاب جديدة، معتبرا أن ذلك يثقل الحياة السياسية التى تعانى بالفعل من كثرة عدد الأحزاب، مفضلا أن يندمج الشباب بأحزاب قائمة بالفعل تتفق مع توجهاتهم، مؤكدا أن ذلك هو الحل الأمثل لتقوية الأحزاب لتكون فاعلة يضيف شريف الروبي، المتحدث باسم حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية مؤكدا رفضهم التحول لحزب سياسي، مشيرا إلى أن الحركات الثورية راغبة فى توفيق أوضاعها بشكل لا يخل بطبيعتها كجماعات ضغط ورقابة لذا طالبت أكثر من مرة منذ اندلاع الثورة بإصدار قانون للمنظمات السياسية، مؤكدا أنهم متمسكون بالبقاء بالشارع ومراقبة أى نظام والوقوف ضده إذا ما انحرف عن أهداف الثورة ومطالبها. فيما تختلف معهم إيمان المهدي، مسئول الإعلام بحزب الحركة الشعبية العربية «تمرد» (تحت التأسيس)، معتبرة أن الاحتجاج والنزول للشارع كان فى المرحلة الأولى من الثورة التى تضمنت هدم نظام قديم فاسد وأننا الآن فى مرحلة بناء الدولة وعلى الشباب أن ينخرطوا فى مرحلة البناء وسد الفراغ السياسى بشكل قانونى عبر الأحزاب السياسية، موضحة أن «تمرد» قررت أن يكون حزبها ذا طابع سياسى تنموى وليس سياسيا فقط من أجل الجمع بين المشاركة فى صناعة القرار السياسى على أساس قانونى ودستورى وبين مراعاة البعد التنموى لسد الفجوة بين مؤسسات الدولة والشارع والحفاظ على التلاحم معه.