انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان ( مش من حقك تمنعنى) تعلن رفضها لمنع بعض الاماكن العامة من دخول المحجبات إليها بالاضافة لرفض بعض المنتجعات فى الساحل الشمالى بيع وحدات لمن تكون زوجته محجبة بل وتشترط عدم حجابها فى المستقبل. المضحك المبكى فى هذا الموضوع انه لم يتم منع محجبة من اي مكان مشابه فى اى دولة اوروبية او امريكا ذات نفسها ..اى انه يتم المنع فى بلد ذات اغلبية مسلمة واغلبية سيدات محجبات ..والنقطة الثانية ان من تم منعهن من طبقة المحجبات " الهاى كلاس" او المحجبات " الستايل" بمعنى انهن ممن يهتمن بمظهر لائق ويرتدين ملابس من ماركات عالمية ويكلفن ملابسهن للمصيف اكثر من ثمن الوجبة التى منعن من تناولها. نسوا هؤلاء جميعاً ان زوجة رئيس الجمهورية وبناته وزوجات الكثير من الوزراء محجبات فكيف سيكون رد فعل اصحاب تلك الاماكن اذا قررت احدهن زيارتهم؟ كما خطر فى ذهنى تساؤل ماذا لو تم منع فتيات وسيدات غير محجبات ويرتدين ملابس قصيرة وعارية؟ هل ستكون نفس ردة الفعل الهادئة من الاعلام .. فلم يتحدث عن الموضوع إلا عمروخفاجى ودعاء فاروق كل فى برنامجه معلقين ورافضين الواقعة ومطالبين وزارة السياحة بالرد على ادعاءات اصحاب تلك الامكان باخذ تصاريح بهذا المنع منها. ان مفهوم الحرية المغلوط فى ثقافتنا هو السبب الرئيسى لما وصلنا اليه الان.. فالحرية ليست فقط لغير المحجبة ان ترتدى ما تشاء من اللبس قصير ، طويل ، عارى او يخفى الجسم كلة بل الحرية ان اختار ما يحلو لى من ملبس سواء اختار الاحتشام ولبس الحجاب او قررت ان اظل بلا حجاب او حتى ان اخلع حجابى .. فهذا ما بينى وبين ربى ولا دخل لمخلوق فيه. وفى نفس الوقت الذى نناقش فيه كيف تُمنع المحجبة من نزول حمام السباحة او الشواطئ بالمايو الشرعى ، تعلن جريدة wall street journal الاسبوع الماضى عن احدث الموضات هذا الصيف وهو مايو يغطى الساقين حتى تحت الركبة والذراعين حتى تحت الكوع ويطول الجزء العلوى فيما يشبة الفستان القصير ويستعرض تاريخ المايو وكيف ان هذه الموضة الجديدة ما هى الا عودة لشكل قديم . ان حصر التفكير فى ان المحجبة رجعية او غير لائقة باى مكان تفكير مجحف فمنهن العالمات والمبدعات فى كل المجالات.. واختيار الملبس من الحريات التى لا تعارض الدستور ولا القانون .. قد يعتقد البعض ان الحملة لمحاولة الضغط على تلك الاماكن لالغاء قرارهم ولكن الحملة بها سيدات غير محجبات اللاتى يعتبرن ان ما حدث هو قمع للحريات . [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة عمارة