لم يشأ مرشد الثورة الايرانية على خامنئي أن ينتظر كثيرا بعد التوصل الى الاتفاق مع الغرب حول برنامج بلاده النووي، ليعيد تأكيد نهج ايران الساعي للهيمنة والسيطرة وتجسيد الاطماع الإيرانية في البحرينوسوريا ولينان واليمن والعراق، فقد ادلى المرشد بتصريحات نارية كان لها صدى غاضب في البحرين، ودفعت وزير الداخلية البحريني الي اصدار بيان دعا فيه الي الاصطفاف الوطني في مواجهة التهديدات والتدخلات الايرانية، واتهم ايران صراحة بتهريب المتفجرات والأسلحة الي البحرين. وما لبثت المنامة ان اعلنت عن استدعاء سفيرها في طهران للتشاور، وتزامن ذلك مع اعلان السلطات الامنية في البحرين عن مخطط لتهريب متفجرات واسلحة من ايران الي البحرين عبر البحر. خامنئي انتهز فرصة الكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد الفطر ليقول، "إن جمهورية إيران الإسلامية لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة والشعبين المضطهدين في فلسطين واليمن والشعبين والحكومتين في سوريا والعراق والشعب المضطهد في البحرين والمقاتلين الأبرار في المقاومة في لبنانوفلسطين". وجاءت كلمات خامنئي استمراراً لتصريحات لا تتوقف من مسئولين إيرانيين تستهدف البحرين وتدعى تبعية البحرينلايران في تكرار لسيناريوهات ما قبل الاستقلال، والتي حسمها الاستفتاء الذي أجرته الأممالمتحدة وتمسك خلاله البحرينيون باستقلال بلادهم والحفاظ على هويتها العربية واعلان استقلال البحرين بالفعل في عام 1971. وقد تفاعل البحرينيون مع الحدث وتوالت تأكيدات رفض التدخلات الايرانية من مختلف شرائح المجتمع وعلى اختلاف الطوائف والمذاهب بعد أن بلغ السيل الزي، على حد وصف أحد المسئولين البحرينيين، الذي أكد ل "الأهرام" أن الأمر لم يعد يحتمل الصمت ازاء التهديدات الايرانية واستمرار إيران في تأجيج الأوضاع في البحرين ومنطقة الخليج ومحاولتها فرض الأمر الواقع والإيحاء بأنها "شرطي الخليج" وأنها صاحبة الأمر والنهي في المنطقة، بينما إيران ذاتها تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة ومشاكل لا تنتهى، وهو ما يدفعها إلى اختلاق الأزمات مع الآخرين، أو الاستمرار في نهج "ملالي إيران" بتصدير الثورة. المسئول البحريني أكد ضرورة أن يكون هناك موقف حاسم وقوي من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية تجاه التهديدات والاستفزازات الايرانية، فيما طالب بحرينيون بتفعيل دعوة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى تحويل مجلس التعاون الخليجي، إلى "اتحاد خليجي"، بما يمكن هذه الدول من التصدي للمخاطر التي تحدق بها، ويشكل رادعا للمغامرات الايرانية التي لا تنتهي، والتي تتسبب في تحويل الخليج كله إلى منطقة توتر تهدد العالم كله بالدخول في حروب وصراعات. البحرينيون أكدوا مجدداً أن عروبة البحرين خط احمر لن يسمحوا بتجاوزه، وأن هذه هي الحقيقة التي سبق وأن اعلنوها في عام 1970، والتي تعرفها ايران جيدا ولكنها تتجاهلها لتحقيق اجندتها الخاصة عن طريق اثارة الفتن والتحريض على العنف والارهاب، واتهموا إيران بتشجيع الارهاب في دول المنطقة عبر تدريب المتطرفين وتهريب المتفجرات والأسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، التي لم تهدأ معاناتها من الصراعات والحروب لأكثر من ثلاثة عقود. وكما يرى مراقبون فإن التوتر في المنطقة مرشح للتصاعد، وأن إيران تبدو مصرة على تأجيج الأوضاع وأن تظهر بموقف المنتصر في اتفاقها النووي، حتى وإن كان ذلك بخلاف الحقيقة، وأنها متمسكة باشعال الصراع الطائفي والمذهبي، ولا تريد أن يتحقق لدول المنطقة الاستقرار، ويتساءلون عن موقف الولاياتالمتحدة والغرب من السلوك الايراني، خاصة مع ما أعلنه المسئولون الأمريكيون عقب توقيع الاتفاق النووي، بأنهم سيتصدون لمحاولات إيران المساس بأمن دول الخليج، إلا أنه يبدو أن ما تحت الطاولة يختلف كثيرا عما فوقها!!.