مازال أهالي الوراق يعيشون حالة من الحزن علي فقد 40 شخصا معظمهم نساء واطفال بعدما ابتلعهم النيل مساء الاربعاء الماضي في حادث غرق مركب نيلية بعد اصطدامها بصندل، في الوقت نفسه انتهت فرق الانقاذ النهري من اعمال انتشال الجثث في موقع الحادث بعدما ارتفعت اعدادها الي 40 جثة لضحايا المركب بعد استخراج جثتين صباح امس واقتصرت باقي العمليات علي مسح مناطق في النيل ابعد من موقع غرق المركب لاحتمالية وجود جثث اخري قد جرفها التيار في اتجاه القناطر. وبعد ثلاثة ايام عاشها اهالي الضحايا مابين موقع الحادث لمتابعة جهود فرق الانقاذ في انتشال جثث اخري وامام مستشفي التحرير بامبابة للتعرف علي جثث ابنائهم واستلامها لدفنها هدأت الاوضاع قليلا في هذه الاماكن لتتحول مظاهر الحزن امام منازل تلك العائلات التي فقدت العائلة الواحدة منهم في الحادث من 7 إلي 10 من ابنائهم دفعة واحدة في مأساة انسانية تعجز الكلمات عن وصفها. الأهالي يبحثون عن الرقابة: من جانبهم استقبل الاهالي قرارات رئيس مجلس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بالارتياح مطالبين بمزيد من التحقيقات لتحديد جميع المسئولين عن هذه الكارثة خاصة ان مدينة الوراق تعاني عشوائيات كثيرة علي كل المستويات. وخلال لقاء «الاهرام» بعدد من اهالي ضحايا مركب الوراق قالت صباح جارة لاحدي الضحايا ان منطقة النيل بالوراق تشتهر بانتشار مراكب النزهة والرحلات تماما مثل المنطقة امام ماسبيرو ولكن هنا الوضع مختلف فاغلب المسيطرين علي هذه المراكب من البلطجية والمسجلين والمراسي المستخدمة هي مراس عشوائية فالمكان الذي انطلقت منه المركب الغارق قريب جدا من مبني حي الوراق وقسم الشرطة والجميع يعلم بمخالفتهم ولكن لا يوجد من يحاسبهم وما يهم اصحاب هذه المراكب هو ان تتكدس باعداد اكبر من الركاب وبالتالي يحققون مكاسب اكبر. وأكد عبده محمد احد شباب المنطقة الرأي السابق وقال ان منطقة الكورنيش الجديد بالوراق تم انشاؤها لتكون متنفسا لاهالي المنطقة ولكن قام اصحاب ما يقرب من 10 مراكب باختيار مرساها كنقطة التقاء لاستقبال رواد الممشي واصطحابهم في نزهات نيلية مقابل 5 جنيهات للتذكرة ولاشك ان هذه المراكب غير مؤهلة بالتجهيزات التي تمكنها من مواجهة الطواريء التي قد تقابلها اثناء الابحار بعشرات الاشخاص ولكن من المسئول عن المراجعة والتدقيق علي هذه التجهيزات ؟ من المسئول عن ظهور مراسي عشوائية ابتدعها اصحاب هذه المراكب؟ كل هذه الامور اذا ما كانت قوبلت بالحزم من البداية فلن نجد مثل هذه الظواهر العشوائية والدليل علي مخالفة اصحاب هذه المراكب انه بمجرد وقوع الحادث قاموا بالهرب سريعا من المنطقة خوفا من التواجد الامني الذي حضر بعد غرق المركب المنكوبة. تكرار الكارثة وأشارت الحاجة سعاد عمة احد الضحايا الي مفاجأة جديدة وهي أن أصحاب هذه المراكب يسمحون باستقلال الركاب مقابل 5 جنيهات للفرد وهذه التذاكر في الاساس مضروبة وغير معروف مصدرها والاهم من ذلك انهم يقومون باعطاء 15 فردا فقط للتذاكر بينما يأخذون قيمة التذكرة من باقي الافراد دون اعطائها لهم وذلك للهروب من المسئولية اذا ماوقعت كارثة مثل التي حدثت الاربعاء الماضي حيث يقومون بتكديس مركب صغيرة بمايزيد علي 50 شخصا بينما دفتر التذاكرمثبت فيه انهم 15 شخصا فقط وهو امر معتاد من اصحاب هذه المراكب. واضاف ايهاب السيد ابن عم احد الضحايا ان مدينة الوراق مهددة بتكرار مثل هذه الكارثة كل يوم فهذه المراكب من يتولي قيادتها صبية صغار لايملكون خبرات للتصرف في الحالات الطارئة وهو انعكاس صارخ لحالة الإهمال التي تعاني منها الملاحة النهرية في هذه المنطقة.