فى جرأة وصراحة نادرة كشفت زوجة رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى فى حديث سابق لها مع إحدى المجلات النسائية أن زوجها يساعدها فى أعمال المنزل، وهو ما لم تجرؤ عليه زوجات رؤساء الحكومات فى معظم دول العالم.. وبطبيعة الحال لم يكن ما كشفته زوجة شينزو آبى مقصوداً به إحراج زوجها على الإطلاق.. ولكن الزوجات عادة يغبطهن كثيرا أن يقوم أزواجهن بمساعدتهن فى الأعمال المنزلية، إذ يشعرهن هذا الإسهام بالرضا والعدل، ويكسر القاعدة الصماء التى توزع الأدوار والأعمال فى المنزل بين الزوجين على نحو يكون فيه المطبخ والتنظيف والتنظيم والترتيب من اختصاص الزوجة. هذا ما يحدث فى اليابان.. أما فى مجتمعاتنا الشرقية فنرى أن بعض الرجال يرحب بالوقوف بجوار زوجاتهم لأن الحياة مشاركة ، والبعض الآخر يعتبر أن الرجل لم يخلق ليقف فى المطبخ و أن مجرد التفكير فى هذا الأمر اهانة تنتقص من رجولته.. فكيف يرى «سى السيد» المصرى فكرة تواجده فى المطبخ وأعمال المنزل بجوار زوجته؟ أحمد نبيل "مهندس" يقول إنه كثيرا ما يدخل المطبخ ولا يجد أى مشكلة فى غسل الصحون و الأوانى اذا دعت ظروف زوجته، لذلك أو حتى فى الأوقات العادية التى يقوم فيها بمجاملة زوجته حتى يشعرها بأنه يقدرها لمجهوداتها من أجل أفراد أسرته. عدم تعود أما سمير منصور (محام) فهو غير رافض للفكرة تماما إنما فقط هو لم يتعود على دخول المطبخ فى منزل والدته عندما كان صغيرا، لذلك فهو لا يدخل المطبخ أبدا ولا يقوم بالأعمال المنزلية خوفا من أن يكون ضرره أكثر من نفعه، و يقول.. إن زوجته بالتأكيد لن تسعد إذا لم تجد الصحون فى الحوض ووجدته فارغا ليس لأن الصحون أصبحت نظيفة و لكن لأنها كلها «ادشدشت». وعلى العكس رامى أبوالمعاطى (طبيب) فهو يرفض تماما القيام بأى اعمال منزلية مثل الكنس وغسيل الأطباق موضحا أن هذه الأعمال تدخل فى إطار عمل العاملات بالمنزل، ويعتقد أنه حتى الزوجة يجب أن توفر طاقتها ووقتها الذى تستهلكه فى المطبخ فى تربية الأبناء، وهو الشئ الذى لا يمكن أن يقوم به أحد سواها، ومادام الزوج يستطيع توفير المال الذى يكفى لاستئجار شغالة فلم يقوم أى منهما بغسل الأطباق؟ محسن عرفة ( مهندس ) يقول إنه تعود على القيام بالأعمال المنزلية نتيجة لقضاء فترة طويلة من العزوبية فى شقة مع بعض الشباب أثناء الدراسة و جعله ذلك يتقن الطبخ وغسل الأوانى و التنظيف، لذلك قرر بعد الزواج الاستراحة من عناء العزوبية ولكن لا مانع من إبداء بعض المواهب فى الطبخ أو غسل الأوانى عند غياب الزوجة أو مرضها أو حتى لمجرد (تدليعها). أفعلها ..لكن فى الخفاء أما لطفى محمود"موظف" فهو يفضل أحيانا القيام بالأعمال المنزلية بنفسه كنوع من التغيير، ولكن بشرط عدم وجود الأهل اعتقادا منه أن ذلك يقلل من شأنه أو يصبح مسار سخرية خاصة أنه أكبر أخوته، ولكن ذلك لايمنع أنه أثناء فترة حمل زوجته أنه قام بكل الأعمال المنزلية نيابة عنها تجنبا لوجود شغالة فى المنزل، ورغم انه مقتنع تماما بأن الحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين إلا أنه يرفض إعتبار قيام الرجل بالأعمال المنزلية حقا مكتسبا للزوجة. خطة جهنمية البعض لجأ إلى خدعة ( جهنمية ) و جعل زوجته فى النهاية تتوسل إليه حتى لا يدخل المطبخ مرة أخرى وترفض ذلك حتى لو طلب هو. يحكى مصطفى عبد الجليل ( مدرس ) أن شخص ما كانت زوجته تلح عليه كثيرا لدخول المطبخ فقرر أن يلقنها درسا، وعندما دخل المطبخ تعهد بأن يبدل أماكن الأشياء و الأدوات التى تعودت عليها، وإغراق المطبخ بالماء والصابون ولا مانع من كسر بعض الأطباق حتى تكون القصة (محبوكة).. وتظاهر أن كل ذلك حدث رغما عنه، فلما رأت زوجته تلك المأساة حرمت عليه دخول المطبخ نهائيا رغم توسلاته..(آه من الرجالة). الدكتورة زينب شاهين أستاذة علم الاجتماع تقول إن تعاون الزوج مع زوجته لا ينشأ بين يوم وليلة ولكنه يٌبنى منذ الصغر فى التنشئة حيث أن الأم لو علمت ابنها مساعدة اخوته و عمل ما يخصه بنفسه ينشأ الطفل متعاونا ومتفهما أن ذلك لا ينقص من رجولته.. بل بالعكس يضيف له، ولكن الثقافة الذكورية المنتشرة فى مصر والتى أثرت على نمط التنشئة الاجتماعية لكل الشباب جعلت الرجل يعتقد أنه يجب أن تتم خدمته و أن تقدم له كل وسائل الراحة سواء فى منزل العائلة أو الزوجية، وأضافت أن الزوج لو قام بمساعدة زوجته فسيوجه مسار الحياة إلى التفاهم لأنه سيشعرها بإهتمامه وحبه ومحافظته عليها، خاصة أنها ستجد وقتا كافيا للجلوس معه ومناقشة مشاكلهم لأنها لم تعد مستهلكة فى كل أعمال المنزل و ذلك يأتى عن طريق تقدير الزوج لقيمة الوقت، وقالت: إنه يجب أن يكون لدى المرأة لياقة فى أسلوب طلب المساعدة بأن تشكره وتشعره بقيمة عمله حتى يكرر المساعدة مرة أخرى بصدر رحب ويشعر أنه عندما يساعد زوجته هو فى النهاية يساعد نفسه، وأنها لو أنهكت فى الأعمال المنزلية وتربية الأبناء والعمل فستصاب بالأمراض بسهولة وتظهر عليها أعراض الشيخوخة بسرعة، كما بأن المشاركة بين الزوجين تقلل من حدة المشاكل الزوجية نتيجة لأن كل طرف يشعر بالآخر.