صدرت فى سلسلة «روايات الهلال» (يوليو 2015) رواية «فى عشق جيفارا» للروائية الكوبية «آنا ميناندس»، وترجمة الشاعر المصرى محمد عيد إبراهيم. رواية إنسانية تليق بالثائر الكونى إرنستو تشى جيفارا، وبمترجمها الذى يعرف قيمة اللؤلؤ حين ينتقيه، ويعرف كيف يصوغه بعد العثور عليه، فى ترجمة لا تتمنى الروائية الكوبية الجميلة بحق «آنا ميناندس» أفضل منها. لن يجد القارئ فى هذه الرواية كلاما كبيرا عن الثورات والتضحيات العظيمة، وحتمية مواجهة الإمبريالية الأمريكية التى تتواطأ على العالم، وتجند عملاء فى الشرق والغرب؛ ولكن القارئ على موعد مع الجمال والعذوبة فى السرد وتقصى حكاية داخل حكاية، حيث تبدأ البطلة مع صندوق ذكريات، تختفى فيه فترة، لتظهر بطلة جديدة، هى أمها الفنانة التشكيلية، التى عاشت حياة عاطفية مع أشهر أيقونة ثورية فى العالم، جيفارا، إلى أن تختفى هى الأخرى، لتظهر من جديد البطلة الأولى، وتعيش حياتها الثانية، لكن بحثا عن صاحبة صندوق الذكريات. لا تستسلم الرواية لغواية حكى شبقى طرفه رجل كان عاشقا عظيما، ولكنها تمنح اللقاءات العابرة سحرا وغموضا، يختلط فيه الواقع بما تمنت المرأة أن تعيشه، كما لا يفوت رواية عن تلك الفترة المهمة فى تاريخ كوبا والعالم ألا تتجاهل الوعى المعرفى بلحظة تاريخية دعمت فيها الفنون تلك الأحلام الكبرى. كانت بطلة الرواية، الفتاة الجامعية مجهولة الأب والتى تدرس وتعيش فى ميامي، تبحث عن حقيقة أصولها ونسبها من خلال النبش فى ذكريات الآخرين. وتبدأ رحلتها مع صندوق الذكريات، للكشف عن حقيقة ربما يتمناها كل كوبى «رجلا أو امرأة»، حقيقة الانتماء إلى الثائر الأرجنتينى «جيفارا», حيث تجد الفتاة كلاما عن جيفارا فى حياة والدتها «تريزا ديلندر», الرسامة الكوبية، فتسعى إلى استكشاف حقيقة علاقة «تريزا» بجيفارا، وهل حقا جمعتهما قصة حب كانت هى نتاجها رغم زواج أمها من «كالستو ديلندر» أحد أصدقاء جيفارا. «فى عشق جيفارا» ليست رواية تاريخية، لكنها لا تخلو من «التاريخ»؛ هى محاولة فنية لإعادة بعث أسطورة جيفارا من جديد، استعادته بشكل فنيّ ينزع وجهه الأسطورى ويستبدل به وجها إنسانيا منحه القوة ليتحدى العالم، ويزهد فى كل شيء، يزهد فى ما استهوى من كانوا رفاق السلاح، أولئك الذين فرمتهم تروس السلطة! آنا ميناندس.. روائية كوبية ولدت عام 1970، وتعيش فى المهجر الأمريكى مع أبويها. الكتاب: فى عشق جيفارا المؤلف: آنا ميناندس الناشر: دار الهلال 2015