وظيفة مهمة للغاية ترتبط إرتباطا مباشرا بالأمن القومى المصرى لاسيما فى الجهات السيادية مثل وزارات الدفاع والداخلية والخارجية فوظيفة المتحدث هنا ليست ديكورا أو«بريستيجا إجتماعيا» وإنما تعكس توجه هذه الجهات السيادية ومن ثم سياسة الدولة ذاتها، ومن هنا تأتى مهمة المتحدث الرسمي، الذى يجب أن يكون ملما بأدواته فى توجيه الرسالة المطلوبة للرأى العام، فضلا عن معرفته بكيفية مخاطبة وسائل الإعلام المختلفة بلغة تتسق وطبيعة هذه الميديا، وهذا يتطلب التعاطى مع أدوات العصر وإدراك المتغيرات الحادة فى وسائل التواصل والاتصال الحديثة، ومنها المواقع الإخبارية والتواصل الإجتماعي، والتى أصبحت تشكل نسبة كبيرة من مصادر الأخبار ولكنها فى أحيان كثيرة تكون أخبارا مغلوطة أو منقوصة وأحيانا شائعات، يتم إطلاقها كبالونات اختبار وفى أحيان أخرى تكون عن جهل أو اجتهاد خاطئ بعيدا عن الحقيقة، والسبب نقص المعلومات، ومن هنا تكون أهمية المتحدث الرسمي، الذى يجب أن يدرك أن طبيعة وظيفته ليست فى نفى ما ينشر من معلومات كاذبة أو شائعات، بل توصيل المعلومات الحقيقية لوسائل الإعلام على مدار الساعة، وبعدها يمكن مساءلة من يلوى ذارع الحقيقة أو يتعمد ترويج الأكاذيب والمغالطات، حتى لو كان حسن النية ، ومن ثم فإن الحل بشأن المادة 33 من قانون مكافحة الإرهاب والتى أثارت جدلا وصخبا عاليا ليس فى استبدال عقوبة الحبس بالغرامة المالية " وإن كان ذلك جزءا من الحل" ولكن الحل يكمن فى توصيل المعلومات الحقيقية من مصادرها الطبيعة بدلا من ترك الساحة خالية أمام الاجتهادات والشائعات المغرضة والتى تجيدها ميليشيات الإرهاب الإلكترونى كما يجب أن يدرك المتحدث الرسمى عنصر التوقيت، فى توجيه الرسالة الإعلامية لأن التأخير فى ذلك يعطى للآخرين الفرصة لإثارة البلبلة وبث السموم. وما حدث على أرض سيناء فى ذكرى ثورة 30 يونيو، ودحر كتائب التكفير والإرهاب كان ينقصه صدور بيان مبدئى فى وقت مبكر، لا لإعلان إحصائيات عن عدد القتلى فى صفوف التكفيريين أو شهداء الوطن فهذا ربما لم يكن متوفرا فى توقيت مبكر، بل لتوضيح صورة عامة لما يحدث فى أرض المعركة متضمنا بأن عددا من الأكمنة قد تعرض لهجوم من عناصر إرهابية وقد تصدت له قواتنا الباسلة ومازالت تطارد العناصر المسلحة وسوف نوافيكم بالتفاصيل الكاملة لاحقا، علما بأن ما ينشر من معلومات فى هذا الشأن غير صحيح بالمرة، وكان هذا كافيا لطمأنة الرأى العام الذي لم يجد أمامه سوى الشائعات والأكاذيب التى تروجها وسائل إعلام معادية لمصر، وهو ما أوضحه الرئيس السيسى خلال افطار الأسرة المصرية بأن الآلية الموجودة لدينا لا توفر المعلومة " بشكل كويس" . لمزيد من مقالات مريد صبحى