أسبغ الله عنايته علي الضعفاء من البشر.. وعلي رأس هؤلاء: الأبوان حال الكبر, وذوو القربي واليتامي والمساكين.. أما عن الوالدين, حينما يتقدم بهما السن ويصبحان في حال يدعو الي البر بهما وعدم جرح كبريائهما, فقد أمرنا الله أن نتعامل معهما بمنتهي اللطف والحنان في قوله تعالي وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لها أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. وإخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا( الإسراء23 24) ونلاحظ هنا أن أمر الله لنا بعبادته وحده, مصحوب بأمره لنا أن نعامل آباءنا وأمهاتنا معاملة تليق بما أدياه لنا في الصغر, ولم يكن ذلك شيئا عارضا ولا قليلا, هذ الأمر الرباني هو أمر نتوقف عنده مليا.. فهما في حال الكبر والإحتياج إلينا, مشاعرهما تكون بالغة الحساسية, فلا يجب أبدا أن نكسر بخاطرهما أو نشعرهما بأنهما حمل ثقيل علينا.. هذا مالا ينبغي أبد أن يكون.. أما عن ذوي القربي واليتامي والمساكين, فقد شملهم الله مع الوالدين بالتوصية عليهم والاهتمام بهم يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامي والمساكين وابن السبيل وماتفعوا من خير فإن الله به عليم( البقرة215) ونري في هذه الآية الكرية الإهتمام الي جانب الوالدين والأقربين ذوي الحاجة واليتامي والمساكين بابن السبيل, وهو المسافر المحتاج الذي يريد الرجوع الي بلده. وفي سورة الروم يوصينا ذو الجلال بذوي القربي والمساكين وابن السبيل في قوله تعالي فآت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون( الروم38) نعم هو خير.. فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم إنما تكرمون بضعفائكم ونلاحظ في قول الحكيم الخبير أن الموصي بهم لهم حق علينا, وكأننا حين نعينهم علي قضاء حوائجهم ماديا أو معنويا, نسدد لهم دينا علينا فرضه الله تعالي.. ويقتضي تنفيذه هذه التوصية ألا نشعرهم بأننا نمن عليهم, طالما أنه حق لهم.. وفي سورة الفجر ينعي الله علي من لايكرم اليتيم ولايطعم المسكين أو يحض الآخرين علي إطعامه كلا بل لاتكرمون اليتيم. ولا تحاضون علي طعام المسكين( الفجر17 18).. إكرام الضعفة من الناس, خير لمن يبتغون وجه الله ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون( الروم38) والله لايضيع أجرنا حين نحسن إليهم وماتفعلوا من خير فإن الله به عليم( البقرة215).. والمال أولا وآخرا هو مال الله الذي آتانا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم( النور33) فهنيئا لمن إتبع رضوان الله وآثر الآخرة علي دنياه أفمن إتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير( آل عمران162).