فى كلمته خلال الاحتفال بليلة القدر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى و لفيف من كبار رجال الدولة أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أن المسابقة العالمية الثانية والعشرين للقرآن الكريم التى أقامتها الوزارة، بمشاركة 100 متسابق من 70 دولة ومحكمين من 9 دول،تؤكد حرص مصر على رعاية حفظة كتاب الله عز وجل، كما أكد حرص الوزارة على مواجهة التشدد، من خلال تدريب وتأهيل الأئمة والدعاة على الوسطية ونشر سماحة الإسلام وسعة أفقه، وأن الوزارة قامت هذا العام بعقد ملتقى الفكر الإسلامى لنشر الوسطية وتوعية الشباب . وأشار جمعة إلى أن الوزارة أضافت بعدا جديدا للمسابقة العالمية هذا العام، تمثل فى فهم المعانى الأخلاقية للقرآن، لأن هناك من يوظفون الدين والنصوص القرآنية لتحقيق أهدافهم، فالذين يقتلون باسم الإسلام لم يتدبروا معانى القرآن الكريم، فالقضية ليست فقط فى حفظ القرآن لكن علينا أن نحسن الفهم، وحذر من تأويل النصوص وتحريفها من جانب هذه الجماعات التى تقتل زورا باسم الإسلام، وهؤلاء لا يفهمون المعانى الأخلاقية فى القرآن الكريم، فالله عز وجل يقول «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا» ، ولذلك كان لابد أن تركز المسابقة على فهم المعانى فى القرآن، ولا نكتفى بالحفظ فقط، وذلك لبيان سماحة الإسلام وسعة أفقه . وقال وزير الأوقاف - موجها حديثه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي: لقد ألمحتم فى حديثكم فى مثل هذه المناسبة فى العام الماضى إلى أهمية أن تتضمن مسابقات القرآن الكريم جوانب من فهم أخلاقه وآدابه وأحكامه، وها هى المسابقة العالمية للقرآن الكريم تستجيب لذلك فى جميع جوانبها وفروعها، حيث شملت إلى جانب حفظ القرآن الكريم فهم معانيه وقيمه الأخلاقية، وهو ما حاز إعجاب وثناء المشاركين من مختلف دول العالم, وجعل كثيرًا من المسابقات تحذو حَذْوَنا .على أننا نقدم اليوم أنموذجًا خاصًا لطفل مصاب بالتوحد والإعاقة الذهنية لا يجيد نطق جملة أو جملتين من كلام الناس غير أنه يحفظ القرآن الكريم كاملاً بأرقام آياته وسوره وأحزابه وأجزائه, وصدق الحق سبحانه وتعالى إذ يقول «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ». وقال الوزير إن الطريق شاق وطويل, وأننا فى حاجة إلى بذل المزيد من الجهد, ومع ذلك انطلقنا داخليًّا وخارجيًّا، سواء فى منع المتشددين وغير المتخصصين من اعتلاء المنابر، أم فى تصحيح المفاهيم الخاطئة التى شوهت الصورة النقية لديننا الحنيف، وترجمنا لأول مرة فى تاريخ الأوقاف المصرية أعمالنا إلى ثلاث عشرة لغة، نوزعها على جميع دول العالم بمعرفة وزارة الخارجية، وأوفدنا مئات الأئمة المتميزين إلى مختلف دول العالم، وعقدنا ملتقى الفكر الإسلامى بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة والتليفزيون المصرى بمشاركة علماء الدين وعدد من السادة الوزراء والمفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، من منطلقٍ جديدٍ يعمل على دمج أبناء المجتمع فى منظومة تتكامل ولا تتناقض ويقضى على ثنائية « نحن وهم « , جَلَسنا معًا, وعَمِلنا معًا على تجديد الخطاب الدينى والفكرى والثقافى والعقلي، محاولين تحويل العقل من عقل تابع مقلد يسهل استقطابه من قبل الجماعات المتطرفة إلى عقلٍ واعٍ ناقدٍ مبدعٍ مفكرٍ يصعب التلاعب به . وأضاف: إننا سنواجه بشجاعة وحسم وبلا أدنى تردد كل دعاة الفكر المتشدد، حتى نقتلع بقايا الغلو من وطننا وأمتنا ونخلص العالم كله من الفكر الظلامي، ناشرين سماحة الإسلام وحضارته الراقية, لا نخشى فى الله ولا فى الحق لومة لائم، إذ نؤمن إيمانا لا يداخله أدنى شك بعدالة قضيتنا، وأن مواجهة الفكر الإرهابى الظلامى المتطرف واجب شرعى ووطني. وقال: إنه بعد عام حافل بالعطاء والإنجاز فى ظل تولى سيادتكم رئاسة الجمهورية يقف علماء وأئمة الأوقاف اليوم ليجددوا الثقة فيكم والدعاء لسيادتكم بكل السداد والتوفيق, ويعلنون عن وقوفهم صفًا واحدًا وجنبًا إلى جانب مع قواتنا المسلحة الباسلة وأبناء الشرطة البواسل, هؤلاء يواجهون الإرهاب المسلح, وأولئك يواجهون الإرهاب الفكرى وتحريفَ دين الله والمتاجرةَ به .