فى خطوة قد تقلب موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط، توصلت إيران والغرب إلى اتفاق «خطة العمل المشتركة» تاريخى فى فيينا أمس، يفتح فصلا جديدا فى العلاقات الدولية، وينهى 12 عاما من التوترات والمخاوف بشأن الملف النووى الإيراني. فبعد 21 شهرا من المفاوضات الماراثونية والخلافات، توصلت طهران ومجموعة «5+1» إلى اتفاق تتضمن بنوده رفعا كاملا للعقوبات الدولية عن طهران، بعد تصديق مجلس الأمن خلال أيام، وعودة سريعة إلى هذه العقوبات خلال 65 يوما اذا لم تلتزم إيران ببنود الاتفاق، وأكد دبلوماسيون أن حظر الأسلحة، الذى تفرضه الأممالمتحدة على إيران سيستمر بموجب الاتفاق النووى 5 سنوات، بينما سيستمر الحظر على الصواريخ ثمانى سنوات. وكشفت وثيقة إيران عن أن طهران تعهدت بخفض عدد أجهزة الطرد المركزى المستخدمة لتخصيب اليورانيوم بمقدار الثلثين لمدة عشر سنوات. وفى طهران، قال الرئيس الإيرانى حسن روحاني، «إن الله استجاب لصلوات الأمة»، موضحا أن بلاده «لم تطلب صدقة، وإنما طلبنا مفاوضات نزيهة وعادلة وترضى كل الأطراف». وفى واشنطن، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أن الاتفاق النووى يتيح الفرصة لاتباع اتجاه جديد فى العلاقات مع إيران، لكنه وعد إسرائيل المشككة فى الاتفاق بعدم التخلى عنها، وبمواصلة الجهود غير المسبوقة لتعزيز أمنها. وشدد أوباما على أن الاتفاق قطع الطريق أمام طهران للحصول على سلاح نووي، وحذر الكونجرس من أنه سيستخدم حق النقض «الفيتو» ضد أى تشريع يحول دون تطبيق ناجح للاتفاق. من جانبه، أكد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية، أن واشنطن ستظل تدعم حلفاءها وشركاءها الرئيسيين فى الشرق الأوسط وستحرص على التصدى لأى أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار. وفى موسكو، صرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن «العالم بوسعه الآن أن يتنفس الصعداء»، موضحا أن الاتفاق النووى الإيرانى سيسهم فى محاربة الإرهاب فى الشرق الأوسط.