يحتدم غضب اليمنيين بعد فشل الهدنة الإنسانية التى أعلنتها الأممالمتحدة اعتبارا من ليل الجمعة الماضية، والتى كان يفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان وتسمح بإيصال المساعدات إلى السكان. و تصاعد الغضب فى صفوف اليمنيين والمنظمات المحلية والدولية إزاء الوضع المتدهور وفشل الهدنة. الامر الذي يعرقل مما توصيل المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة اليها. وبحسب الاممالمتحدة ، فإن 80٪ من السكان -أى 21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذى أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس الماضى. وأكدت مصادر متطابقة ، أن ثلاث سفن تنتظر فى البحر قبالة شواطئ عدن لإدخال المساعدات إليها. وقال وكيل محافظة عدن لشئون المديريات نائف صالح البكرى فى بيان إن سفينة تابعة للأمم المتحدة ومحملة بالمساعدات، ما زالت عاجزة منذ أسبوعين عن الوصول إلى ميناء عدن. يأتى ذلك فى وقت تواصلت فيه المواجهات على الأرض بين القوات الموالية للرئيس منصور هادى من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح المتحالفة مع المتمردين من جهة أخرى. كما استمرت أمس الغارات، حيث شنت مقاتلات التحالف العربى الذى تقوده السعودية غارات جديدة استهدفت مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وقوات صالح فى محافظتى عدن ولحج بجنوب البلاد، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مصادر عسكرية. وتركزت الغارات على الضواحى الشمالية لعدن لاسيما جعولة والبساتين والرباط، بالإضافة إلى منطقة صبر التابعة لمحافظة لحج. كما قصف طيران التحالف مركبات عسكرية تابعة للحوثيين الشيعة وقوات صالح فى منطقة خور مكسر وسط مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد التى تعانى أوضاعا إنسانية كارثية بحسب الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. وقال مصدر عسكرى فى لحج إن طيران التحالف شن ثلاث غارات على قاعدة العند الجوية التى يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم. وفى لحج ، قتل ستة مسلحين من الحوثيين وقوات صالح فى انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق حسبما أفاد مسئول محلى. وواصلت طائرات دول التحالف أمس قصفها لعدة مواقع تابعة لجماعة الحوثيين ، حيث قصفت سلاح المهندسين ودائرة الهندسة العسكرية بحى سعوان شرق صنعاء. كما استهدفت طائرات دول التحالف العربى معسكر جبل نقم جنوب العاصمة. وقال السكان إن دوى انفجارات عنيفة سُمع فى أنحاء العاصمة صنعاء جراء الغارات الجوية وتصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من المواقع المستهدفة. وأكد أقارب ومسعفون ل"رويترز"، إن 21 مدنيا قتلوا فى العاصمة صنعاء صباح أمس بعد يومين من بدء هدنة إنسانية توسطت فيها الأممالمتحدة لا تعترف بها الرياض.وفى هذه الأثناء، اغتال مجهولان فجر أمس القيادى الحوثى زيد على المتوكل فى شارع تونس بالعاصمة اليمنية صنعاء. وفى تطور آخر، أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن الخدمات الطبية والصحية توقفت بشكل كامل فى 11 محافظة من محافظات الجمهورية بسبب نقص الإمكانات وغياب الكوادر الطبية والفنية . وأوضح مصدر مسئول بالوزارة - فى تصريح لوكالة الأنباء اليمنية التى يسيطر عليها الحوثيون فى صنعاء - إن الخدمات الصحية والطبية توقفت فى محافظاتعدن ولحج وصعدة وتعز وحجة والضالع وأبين والبيضاء وشبوة ومأرب والجوف بسبب نقص المستلزمات والمعدات الطبية والأدوية ومغادرة أغلب الكوادر الطبية الأجنبية من أطباء وفنيين وممرضين للبلاد. وأكد المصدر أن هذه المحافظات أصبحت منكوبة صحيا ، داعيا كافة المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة الملايين من اليمنيين. وفى غضون ذلك، اتهم نايف البكرى وكيل محافظة عدنالأممالمتحدة بممارسة سياسة الكيل بمكيالين بسبب تجاهل إدخال المساعدات ومواد الإغاثة للمناطق التى تقع تحت سيطرة المقاومة وإدخال مساعدات للمناطق التى تسيطر عليها جماعة الحوثيين. وأوضح البكرى وهو رئيس قيادة المقاومة فى عدن أن الأممالمتحدة لم تسمح بدخول أى سفينة للمناطق التابعة للمقاومة منذ أسبوعين من خلال ميناء الزيت بالمدينة بحجة أن عدن غير آمنة فى حين سمحت بإدخال 38 قاطرة للمناطق الخاضعة للميليشيات. وأضاف، أن تبرير الأممالمتحدة لعدم دخول سفن مساعدات لميناء الزيت بدعوى أن عدن مدينة غير آمنة غير صحيح وإلا لما استطاعت تمرير 38قاطرة للمناطق التى تقع فى قبضة الميليشيات عن طريق البر.