تابعنا- جميعا جهود الاتحاد الأوروبى وقد انطلقت مؤخرا لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط التى تقوم بها جماعات من اليائسين الفارين من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا بسبب ظروف الحرب والمجاعة والفقر والبطالة،والتى بلغت فى العام الأخير سقوفا مرتفعة جدا بتفاقم الظروف التى تدفع إليها. اختلفت المواقف بين دول الاتحاد الأوروبى وذلك بحسب حجم ضغط المشكلة عليهم،إذ أن إيطاليا- مثلا سوف تستقبل العام القادم مالايقل عن مائتى ألف مهاجر ومن ثم فإن الضغوط عليها أكثر من غيرها . وبالقطع كان ذلك هو السبب فى «زرزرة» ماتيورينزى رئيس وزراء إيطاليا على بقية حاضرى اجتماعات الاتحاد الأوروبي،بعد تمنعهم عن قبول حصص إلزامية من أولئك المهاجرين،وبما أدى الى انفجار رئيس الوزراء الإيطالى قائلا: (إذا كانت هذه فكرتكم عن أوروبا فلتحتفظوا بها لأنفسكم). أوروبا أعلنت قبولها استيعاب 60 ألفا من المهاجرين غير الشرعيين،والدفع بجهود ضخمة مشتركة لإنقاذ المهاجرين فى إطار العملية (تريتون) التى تتضافر فيها جهود بريطانية وآيرلندية واسبانية،فضلا عن قيام خفر السواحل الإيطالى بانتشال ثلاثة آلاف مهاجر غير شرعى خلال الأسابيع القليلة الماضية. شرحت كل تلك الملابسات حتى أشير الى مسئوليتنا- نحن- فى جنوب المتوسط عن تلك الأزمة الانسانية المروعة،إذ بصرف النظر عن الحروب والبطالة والفقر فإن العمل النظامى للجيوش والشرطة بالتعاون مع أوروبا قادر على ضبط الأوضاع،وإذا كنا نود التأثير فى السياسات الأوروبية فينبغى علينا أن نخاطب مصالح الأوروبيين . وهناك جانب (ثقافي) ينبغى التركيز عليه فى ذلك الإطار،وهو حصار وتجفيف تلك الفكرة التى تذيع وتشيع فى أوساط المهاجرين غير الشرعيين وهى أن الاستعمار الأوروبى هو الذى قام- بسياساته- بتصنيع الحالة التى أدت إلى الهجرة من فقر وبطالة وحرب،ومن ثم فإن من حقوقنا على ذلك الاستعمار أن نرتحل إلى بلاده ونقيم فيها وننعم برخائها وفرص العمل فيها . لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع