أتعجل الشفاء لك حبيبي من هذا الجرح النازف، أتعجل السلامة دون ندوب ولاخدوش تترك أثرها علي وجهك الجميل يا وطني ، أتوق أن أراك بلاوجع ولا ألم ولا آه تعصر قلبي وتهز كياني. لم أعد أحتمل رؤيتك علي غير الصورة التي عشتها أيام صباي وبعضا من شبابي يا أحلي الأسماء في سمعي ،وأجمل الشوارع في نظري ،وأطيب الأوطان ، يا وطن يحارب جيشه الحقد، واللؤم والخبث، والنكد، والحرق، والتخريب، والخسة، والجبن، والغلظة، والانحطاط ،والفتنة ،والخيانة ،والتآمر، وبيع الأوطان بدراهم معدودة ودنيا يصيبونها ، فمن تحارب يا شعب مصر ؟ حارب البطالة التي تولد الرذائل وتخمِر جراثيم الفناء ، هبُوا يامن وهبكم الله نعمة العافية والوقت فقتلتموهما والأصل أن تحيوهما ،استمعوا لإمامكم الشافعي في كلمته الرائعة »إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل». ارسموا لحياتكم يا مصريين منهجا يستغرق أوقاتكم ولاتتركوا فرصة للشيطان ليتسلل بوسوسة أوإضلال . يدرس طلاب الطبيعة أن الطبيعة تكره الفراغ وفي تجاربهم أنه إذا أحدثت ثقبا في مصباح كهرباء مفرغ من الهواء ستري الطبيعة تدفع بالهواء إلي داخل المصباح لتملأ ما فيه من خلاء، وكذلك النفس الفارغة تملؤها مشاعر القلق والخوف والحقد والغيرة والحسد فتندفع بقوة الغابة فتبدد السلام من نفوسنا والاستقرار من عقولنا كما يقول إمامنا الجليل محمد الغزالي. جيشكم يا مصريين ينشغل بعمله وفراغكم الذي أهدر قيمة العمل والوقت جرَ المصائب النفسية والاجتماعية والسياسية ، ذلك الفراغ الذي شغل نفس بعض طلاب الإسكندرية فراحوا يرقصون ويصخبون دون مراعاة لما ألمَ بوطنهم وفجيعة شعبهم في فقد النائب العام واستشهاد جنود جيشهم بيد الإرهاب الذي لايراعي فينا إلاَ ولاذمَة و في ليالي رمضان الواجب إحياؤها بالذكر والصلاة وليس بالرقص والخلاعة وهي من آفات الفراغ وشروره ، رغم أن في عضلات هذا الشعب وأعصابه طاقات لو فجرها لغيَر وجه العالم. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى