كل الشواهد تشير إلي أن واحدة من الذري العالية جداً للحملة الإعلامية علي مصر في الخارج قد بدأت- بالفعل- أو أوشكت. شركات إعلام (ميديا) عملاقة، جهزت لأنواع مختلفة من الرسائل تخاطب مستويات مختلفة من المتلقين، وباستمالات متنوعة جداً، وعمليات تنميط وشيطنة، وتحريض وشائعات ممنهجة، وبهدف تغيير السلوك السياسي للناس، أو تعديل السلوك السياسي، أو خلق طلب علي سلعة سياسية لم تكن موجودة قبلاً. ونحن نعرف أنه منذ المؤامرة علي مصر ولعبة توظيف شركات الإعلام هي البطل، وقد بدأتها قطر سواء بشراء بعض الشركات كاملة، أو بشراء أسهم في بعض وسائل الإعلام التي عانت ضائقة مادية (التليجراف وباييس وفرانس - 24) وعمدت إلي توجيه سياساتها التحريرية علي نحو يخدم المصالح القطرية. ولكن أخطر ما تتضمنه هذه المنظومة كان ما يتعلق بإفريقيا (إذ ينتهي البث في القنوات الإفريقية المحلية الساعة الحادية عشرة مساء ولا يعاود إلا في السابعة صباح اليوم التالي) وتمكنت قناة الجزيرة (الإنجليزية) من الاتفاق أن تقدم خدماتها مجاناً علي الترددات المحلية الإفريقية.. يعني الجزيرة تحاول الهيمنة علي العقل الإفريقي فيما بعد الحادية عشرة مساءً، ولا أستبعد أن يعود جزء كبير من الموقف الإفريقي بعد 30 يونيو إلي تلك التأثيرات. نهايته.. أوروبا وأمريكا كلها- الآن - تشهد موجة جديدة من الإعلام الموجه ضد مصر، وقد أبلغني الصحفي المصري العجوز فاروق القاضي الذي يعيش في الأردن، أنه كان في زيارة إلي سويسرا- مؤخراً- وفوجئ بحجم الهجوم في وسائل الإعلام الدولية علي مصر والذي بلغ آماداً غير مسبوقة. لا يحدثني أحد عن هيئة الإستعلامات، فماذا ستفعل في مواجهة المليارات.. الميديا يعني فلوسا وتسويقا سياسيا، وعلم تصميم رسائل، وهذه أمور لها ناسها، وإذا إمتنعنا عن إستخدام ناسها للأسباب الخائبة التقليدية، فلنخرس تماماً. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع