2 - إذا كانت ضرورات التمسك بالديمقراطية وسيادة القانون لا تسمح بتوسيع دائرة الاشتباه أو تنظيم حملات الاعتقال والتحفظ بالمنطق الوقائي فإن ذلك لا يعني أن يبقي أمن الوطن والمواطنين مهددا يوما بعد يوم خصوصا وقد كشفت أحداث سيناء الأخيرة عن أن أحدا بعينه ليس هو المستهدف وإنما المستهدف الحقيقي هو أمن مصر واستقرارها. إننا بحاجة إلي وقفة شجاعة يشارك فيها الجميع - دون تردد ودون خوف - من أجل تبصير الرأي العام بحقيقة هذا الفكر الإرهابي وهوية هؤلاء العملاء المستخدمين كأدوات للإرهاب ويزعمون - كذبا - انتسابهم للدين بينما الدين منهم براء! نحن بحاجة إلي إيجاد رأي عام قوي يؤمن بأن هؤلاء الإرهابيين ليسوا جماعات دينية - كما يزعمون - وإنما هم جماعات مسلطة علينا من خارج الحدود! نحن بحاجة إلي تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة ووضع الخطوط الفاصلة بين حرية العمل والحركة تحت مظلة الشرعية وبين محظور الفوضي الذي يريدون له أن يسود! إن الإرهاب الأسود لم يتخل عن إطاره الفكري في أي مرحلة من المراحل، ولكنه استطاع أن يغير في أساليب ووسائل التحرك لكي يتمكن من دخول الجحور عند الإحساس بالخطر ثم ما يلبث أن يظهر علي السطح عندما تتهيأ له الأجواء الملائمة. نحن بحاجة إلي الإعمال الحازم والحاسم للقانون الذي تتضمن مواده وبنوده ما يكفل وقف هذا الاستثمار الخبيث لمناخ حرية الكلمة وحرية الرأي التي يريدون أن تتحول إلي حرية التحريض! إن اعتلاء المنابر يجب أن يقتصر علي أهل العلم المؤهلين لذلك.. وليس في هذا بدعة وإنما هو أمر قائم ومطبق في كل الدول الإسلامية بغير استثناء! إن دور العلم والدراسة يجب أن تستعيد تقاليدها ومظاهرها الحضارية، وأن يتولي مسئولية التدريس فيها معلمون ومربون يفهمون حقيقة وعظمة الرسالة التي يتحملونها لبناء الأجيال. وهذه المسئولية التي أتحدث عنها تحتاج إلي قوة الإرادة لكي تسند إرادة القوة التي لا بديل عن استخدامها تأكيدا لهيبة الدولة وقدرة السلطة علي ردع كل خارج عن النظام وتوفير الأمن والأمان للغالبية العظمي التي مازالت - بحمد الله - تقف حتي الآن في خندق الشرعية وتساند إجراءات حماية الوطن واستقراره. هكذا تكون المسئولية.. وهكذا تكون شجاعة المواجهة.. وإلا فإن البديل جد خطير! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لا يخدم العلم إلا من يسعي إليه.. وآفة العلم النسيان! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله