أكد الدكتور محيى الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هناك جهوداً دعوية متميزة فى هذا الشهر الكريم لتنظيم المحاضرات والندوات الدينية التى تتخللها الابتهالات والأناشيد الدينية والتواشيح ب83 مركز شباب وعدد من مديريات ومعسكرات الأمن والمناطق العشوائية بمختلف المحافظات، وذلك بالتنسيق مع وزاراتى الداخلية والشباب والرياضة. وأوضح أن اللجنة الرئيسية للفتوى بالجامع الأزهر تم تزويدها بعدد 60 من أساتذة الأزهر المتخصصين فى علوم الفقه وتعمل من التاسعة صباحا وحتى نهاية صلاة التراويح، وتتلقى أسئلة الجمهور وتجيب عليها، بعد تطويرها لتعمل فى ثوب جديد لمواجهة الفكر التكفيرى وفوضى الفتاوي، وتصحيح المفاهيم التى تم تزييفها فى عقول الناس من خلال من لا يملكون الأهلية العلمية وتصدوا للإفتاء. وإلى نص الحوار: ما هى خطة مجمع البحوث الدعوية فى شهر رمضان؟ هناك جهود متميزة فى هذا الشهر الكريم أبرزها التعاون المشترك بين المجمع وقطاعات الأمن بوزارة الداخلية على مستوى الجمهورية وذلك بتنظيم محاضرات وندوات وتخللها كلمات وتوجيهات تتلاءم مع الشهر الكريم، وفعاليات الأناشيد الدينية والتواشيح للترغيب والتشويق، ولاقت هذه الجهود والمحاضرات ترحيبا كبيرا على مستوى القيادات والضباط والجنود، وهناك تنسيق أيضا مع وزارة الشباب والرياضة، من خلال مراكز الشباب وأنشطة رياضية تتخلل هذه الفعاليات، بالإضافة إلى التوعية الدينية، بما يتناسب مع اهتمامات الشباب، وبالنسبة للقوافل الدعوية، هناك قوافل أسبوعية تنطلق إلى جميع المحافظات، وأنشطة أخرى فى مناطق العشوائيات بمنشية ناصر والدويقة وشبرا وغيرها من الأماكن، ويشارك فى هذه الفعاليات وعاظ الأزهر وأساتذة جامعة الأزهر ومدرسو المواد الشرعية بالمعاهد الأزهرية. ما عدد القوافل التى تجوب المحافظات خلال شهر رمضان؟ لدينا لقاءات أسبوعية فى 83 مركز شباب، على مستوى الجمهورية، ولدينا خطة أسبوعية فى القوافل فى جميع أنحاء الجمهورية، ولدينا لقاءات شبه يومية ولقاءات مع قطاعات الأمن المركزى على مستوى الجمهورية. وماذا عن قوافل السلام وإلى أين تنطلق؟ لدينا رؤية لتأهيل وتدريب الطلاب الوافدين من أنحاء العالم ممن يدرسون فى مرحلة الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه ويوجد وفد من طلاب نيجيريا سيخرج مع قوافل السلام المتوجهة إلى نيجيريا، وأيضا هناك قوافل متوجهة إلى جنوب إفريقيا بالتنسيق مع مجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر، وقوافل إلى إفريقيا الوسطى وتشاد والصومال وألمانيا إسبانيا وموزنبيق وإندونيسيا ماليزيا والنمسا وفرنسا وإيطاليا وكل قافلة تتكون من مجموعة كبيرة من الأساتذة وعلماء الأزهر الشريف وقوافل السلام بدأت فى رمضان وستستمر على مدار العام بالتنسيق بين مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر والأزهر الشريف. وماذا عن تطوير لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، وما آلية العمل بها بعد افتتاحها فى اليوم الأول فى شهر رمضان؟ افتتحنا اللجنة الرئيسية للفتوى بالجامع الأزهر بعد تزويدها بعدد 60 من أساتذة الأزهر المتخصصين فى الفقه والفقه المقارن وتعمل من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، وفى رمضان يبدأ العمل من التاسعة صباحا وحتى نهاية صلاة التراويح، وتتلقى أسئلة الجمهور وتجيب عليها، برغم التحديات التى تمر بها مصر من خلال فتاوى مضللة تبثها الجماعات التكفيرية والتى تفرض علينا تحديا كبيرا تستوجب أهمية الرد ومراجعة ومواجهة تلك الفتاوى التى تزيف وتضلل الناس ، وتطوير اللجنة الرئيسية جاء فى إطار تجديد الخطاب الدينى وتنفيذا لتوجيهات الإمام الأكبر الذى أمر بأهمية بمواجهة انفلات الفتوى وبيان المعالم الحقيقية للناس بعيدا عن التشدد والتطرف والغلو، وأيضا إبراز سماحة الإسلام ومراعاة فقه الأولويات وفقه الواقع والموازنات وفقه المآلات، ونظرا لأن الفتوى من الأمور الخطيرة، فكم من أناس قتلوا بسبب هذه الفتاوى المضللة، وأموال تم نهبها، وأعراض انتهكت وأسر دمرت فكان لابد من مواجهتها، فليست المسألة على مستوى اللجنة الرئيسية بالجامع الأزهر ولكن من خلال تخصيص موقع لمجمع البحوث الإسلامية يتلقى أسئلة جميع المسلمين من العالم كله ويرد عليها من خلال أساتذة متخصصين، والفتاوى التى يتم توفيرها على موقع مجمع البحوث الإسلامية لا تقتصر على اللغة العربية بل ستكون بعدد من اللغات الحية من خلال التعاون بين مجمع البحوث الإسلامية والمرصد الإعلامى بمشيخة الأزهر بكل لغات العالم. وسيتم إعادة هيكلة كل لجان الفتاوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية بكل المحافظات وبتزويدها بأعداد من المتخصصين من أساتذة الجامعة من الفقه وأصول الفقه والفقه المقارن لتلبية احتياجات الناس ولتصحيح المفاهيم التى تم تزييفها فى عقول الناس من خلال من لا يملكون الأهلية العلمية وتصدوا للإفتاء. ما هى معايير اختيار الأساتذة الجدد فى لجنة الفتوى بالأزهر؟ أن يكونوا متخصصين فى المادة التى يقدمونها، وهناك تنسيق مشترك بين المجمع وبين الأزهر ويتم التواصل مع الأقسام العلمية، ونطلب هؤلاء المتخصصين وتقوم الأقسام العلمية بترشيح هؤلاء الأساتذة ونقوم باعتماد هذا الترشيح نظرا لمكانتهم العلمية الكبيرة، بالإضافة إلى الأساتذة والأساتذة المساعدين والمدرسين من جامعة الأزهر بكلية الشريعة. متى سيتم سد العجز فى عدد الوعاظ لديكم، خاصة أنكم صرحتم فى الأهرام من قبل بأن عدد الوعاظ العاملين 2000 واعظ وتحتاجون إلى 10 آلاف واعظ ؟ لدينا 2150 واعظا ونحن بحاجة إلى عشرة آلاف واعظ، وليس بالضرورة أن يتم توفير هذا العدد ، ولكن من الممكن أن نكتفى بعدد خمسة آلاف واعظ ستكون الأمور أفضل ومساحة العمل أوسع، فنحن فى هذه المسألة نعمل على التأهيل والتدريب المستمر للوعاظ، وإعادة التأهيل بشكل مستمر من خلال الدورات التدريبية التى نركز فيها على أهمية تجديد المعلومات وتوضيح المنهجية العلمية للعاملين فى مجال الخطاب الدينى وكيف يتعاملون مع التراث ومع مناهج المفسرين وشروح السنة، وكيف يعالجون القضايا من منظور أزهرى يجمع ما بين الأصالة والمعاصرة، وفى كل مجال معرفى له آلياته، فنحن نود أن نصل إلى عقلية عصرية تستطيع أن تتعامل مع التحديات الراهنة، وتكون لدى كل فرد قائم بالخطاب الدينى القدرة على القيام بالمعالم الحقيقية للإسلام بعيدا عن الغلو والتطرف من خلال إبراز وسطية الإسلام. ومجرد توفير الدرجات بالنسبة ل خمسة آلاف واعظ، فالخطوات الإجرائية يتم اتخاذها، ونحن فى الأزهر الشريف نعمل بجهود ميدانية، وليست جهود مركزية من خلال مساجد، والعمل بالمساجد جزء من عمل الواعظ، ولكن معظم العمل الذى يكلف به الوعاظ من خلال الأندية والمدارس والجامعات والسجون وقطاع الأمن المركزى وتلبية احتياجات القوات المسلحة، والتجول فى جنبات المجتمع والتعامل مع الملفات التى تحتاج إلى تحرك سريع.