لعلك يا سيدى تصدم إذا ما أفصحت لك عن موقفى من الثورة - أى ثورة- فالثورات تجارب برقت فى تاريخ الشعوب كان أولها حلم وأوسطها سقم وآخرها ظلم,, أقول قولى هذا وأنا أعتبر أن ثورتى 1919 و1952 مثلا، من أعظم الأحداث التى وقعت على صفحات تاريخ مصر، غير أن رؤيتى المتواضعة تعتبر أن الثورات مرحلة ولت فى تاريخ الإنسانية بما لها أو عليها، انتهت تماما كالأيدولوجيات العظمى التى عانت بسببها الشعوب، مثل اشتركيات مارست من القهر باسم العدل ما لم تمارسه الرأسمالية ورأسماليات مارست من الانتهازية ما لم يمارسه الإقطاع.. فيا عزيزى كل الوجوه خلف الأقنعة تتشابه. ولا أمل وأنا أردد زاعما أن التاريخ لا يفتأ يحدثنا أن الثوار هم أسوأ من يحكمون ولذلك ختم التاريخ على فم الثورات بخاتم من قطران ممزوج بالدم. لذلك يا أيها السادة الأعزاء ابتسمت ابتسامة المحبط لما قيل إن الناس قاموا بثورة، فأنا كربيب بيئة زراعية أعرف تماما أن النبتة التى تغرس فى غير أرضها أو فى غير أجوائها، لا تأتى أكلها وما تلبث أن تلوح كالتينة الحمقاء كانها وتد فى الأرض أو حجر. س: هل تقصد أن 25 يناير لم تكن ثورة؟! ج: يعنى نقول تور تقولوا احلبوه.. ياعم قلت إن كلمة ثورة نفسها ليست مدعاة قداسة وأنها تجارب تاريخية مضت، فإذا أنكرت أن نبيا قد بعث الآن، فهل معنى ذلك أننى أعترض على قيمة النبوة.. هذا مع فارق التشبيه بين عمل الأرض وعمل السماء. سين تاني: ما قولك فيما هو منسوب إليك بأن 30 يونيو «كمان» ليست ثورة؟. جيم تانى وثالث ورابع: أقر واعترف وعلى يقين بأن الجماهير فى غالبها - بعيدا عن اللى بال بالك- لم تخرج فى 30 يونيو إلا لأن رءوسهم دارت فى فلك ما يبق إن قررته أعلاه. فقد استهبلنا فى تقديس الثورة بعد 25 يناير حتى صارت أكثر قداسة من كل ما هو مقدس حتى أن من سموا أنفسهم بالإسلاميين وجدناهم يسجدون لها من دون الله، ذلك بعد أن أخرج لهم «السامري» عجلا جسدا له خوار، فما كان من جماهير 30 يونيو، إلا أن خرجت لتكشف السر وتبطل السحر وتقول لمصر: «عذرا فقد نسيناك وشغلتنا صراعاتنا وأهواؤنا وجنوننا عنك ركضا وراء السامري», بالله عليك.. سامحينا يا مصر!.