تلقيت اتصالا هاتفيا منه أخبرني فيه أنه مستثمر من أبناء أسيوط الذين يعيشون في إحدى الدول الأوربية لمدة تربو على الثلاثين عاما، جمع فيها الكثير من الخبرات التي يتمنى أن ينقلها لبلده الذي عشق ترابه ويرى أنه يمتلك مقومات جبارة ربما لا يملكها بلد مثله، وبالفعل كان اللقاء ورغم أن سنه تجاوز السبعين لكنه يمتلك إرادة جبارة وفكرا شابا وحماسا منقطع النظير.. إنه الأستاذ الدكتور عبدالناصر سرور الخبير الزراعي السابق بوزارة العدل الذي بدأ يتكلم عن أحلامه لبلده مصر الذي يرى أنه أفضل بلاد العالم، وأنه يريد أن ينقل خبراته التي اكتسبها من سنوات عمره التي قضاها في دولة النمسا ومشواره الذي بدأه بالحصول على شهادة معادلة ثم الماجستير فالدكتوراة، ولا يريد أن يعيش لنفسه، وعندما جمع مبلغا من المال فكر أن يستثمر في المجال الزراعي وكيفية تطوير الأرض وزراعتها بمحاصيل غير تقليدية تجلب لمصر العملة الصعبة وتسهم في دفع عجلة التنمية، ولم يقف ابن أسيوط مكتوف الأيدى بل ذهب حاملا أفكاره ومقترحاته منذ أيام لوزير الزراعة الذي تحمس لمشروعه ووعده بلقاء مطول لتطبيق خبراته وأبحاثه على أرض الواقع.
ولم يقف سرور عند هذا الحد بل شرع في إعداد ملف كامل لتقديمه لرئيس الوزراء للنهوض بالزراعة في مصر وتوفير المياه من عملية الري التقليدي لري الصحراء..
وبدأ د.سرور ومعه بعض المستثمرين الاجانب الذين أقنعهم بالاستثمار في مصر بتطبيق خبراته على أرض الواقع من خلال مزرعة قام بشرائها مناصفة مع الشريك الاجنبي حتى فوجئ ببعض الاهالي بالاستيلاء عليها تحت تهديد السلاح رغم امتلاكه كل الأوراق والمستندات مما أدى لهروب المستثمر الأجنبي خصوصا بعدما قام مغتصب الأرض باتلاف النباتات الطبية والعطرية والورود التي تمت زراعتها لجهله بقيمتها.إن الدكتور سرور وأمثاله الكثير من أبناء مصر يتمنون أن يخدموا بلدهم فهل تكفل لهم الدولة الحماية وتعيد لهم الأرض بعد هروب المستثمرين.
في السريع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الْمُؤْمِنُ مَأْلُوفٌ مَأْلَفٌ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ". لمزيد من مقالات حمادة السعيد