استفسار واحد واجهنى كثيرا منذ اغتيال النائب العام رحمه الله، أصحابه أشخاص بسطاء من عامة الشعب الذين أدهشهم حادث الاغتيال فى نهار رمضان ومن بعده الهجوم على رجال الجيش والشرطة فى سيناء... والاستفسار هو: طالما أن هؤلاء القتلة يكرهونه ويريدون التخلص منه، فلِم يفعلون ذلك وهو صائم؟ ألا يدركون أنهم بذلك يجعلونه يختم حياته بعمل طيب قد يجعل مثواه الجنة؟! وكان لابد أن تكون إجابتى مباشرة، فالظرف الراهن لا يحتمل إلا ذلك، ولابد أن يعلم الجميع حقيقة المنهج الذى يتبعه هؤلاء التكفيريون من أتباع سيد قطب "ينبوع التكفير فى العصر الحديث"، فنحن عندهم لسنا مسلمين بل نحن مرتدون عن الإسلام، و بدون إطالة "لأنى عرضت لهذا الأمر فى مقالى "من طوام سيد قطب.. تكفير المجتمعات الإسلامية" فأنا أعيد تلخيصه فى عبارة واحدة كتبها قطب فى كتاب "معالم فى الطريق"، فقد قال: "موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها". فنحن عندهم "أنا وأنت والمسئولون والحكام والشعب كله" كفار ومرتدون عن الإسلام، ولا فائدة من صيامنا ولا صلاتنا ولا عباداتنا، فالله لا يقبل عبادة الكافر، وهكذا فقد استباحوا دماءنا وأصبح قتلنا وسفك دمائنا عندهم جهادا فى سبيل الله وفى سبيل نصرة الشريعة الإسلامية التى لا يعرفون عنها شيئا. ولا تتوقف المشكلة عند حد تكفيرهم لنا، بل يمتد الأمر إلى من يتبعونهم بسياسة القطيع، فتجد كبارهم يجاهرون بعقيدتهم التكفيرية "راجع تصريحات وجدى غنيم ومحمد عبد المقصود –حرقوص العصر الحديث- كمثال بسيط على ذلك" بينما تجد التابعين يدافعون وينفون عنهم عقيدة التكفير بلا عقل ولا فهم، ولا عجب فى ذلك، فهم يتبعون كل ناعق بغير علم، فما ظنك بمن يعتقدون أن محمد مرسى كان يهدف لتطبيق الشريعة الإسلامية بينما هو يزيد من مدة تراخيص الخمور، ويشيد بإحدى الراقصات وفنها والهدف النبيل الذى تسعى إليه؟! وما ظنك بمن يصف الخارجى حازم ابو إسماعيل بأسد الإسلام بينما هو يجيز سب النبى صلى الله عليه وسلم ويصف حركة الخوارج ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان بالثورة؟ إن عقيدة القطبيين والإخوان وغيرهم من الجماعات التى تعتمد على تعاليم سيد قطب تتلخص فى "تكفير المجتمعات الإسلامية"، يعترف بها كبارهم ويسطرونها فى كتبهم، وينكرها الجهلاء من أتباعهم ممن استحسنوا الانسياق وراء كل من باع لهم الوهم بزعم تطبيق الشريعة.. لقد حكموا علينا بالكفر، فاستباحوا دماءنا وقتلونا.. حفظ الله مصر وجيشها وشرطتها وأهلها، ونصرهم على أعدائهم من الخارج والداخل. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى