من أهم وسائل الاقتراب من الله تعالى، ولو ب"شبر"، في رمضان، قراءة القرآن، فرمضان شهر القرآن. قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".(البقرة:185). وقد أُنزل القرآن على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، وظل يراجعه كل رمضان على جبريل، حتى كان عام وفاته، فراجعه في رمضان ذلك العام مرتين. قال خباب بن الأرت: "تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه".
وجاء في "الترمذي" مرفوعًا: "ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه"، يعني: القرآن.
وقال عثمان بن عفان: "لو طهرت قلوبكم.. ما شبعتم من كلام ربكم".
وسأل أحد العلماء تلميذه: "أتحفظ القرآن؟ قال: لا.. فقال: "وا غوثاه بالله.. مُريد لا يحفظ القرآن.. فبِمَ يتنعم ؟ وبِمَ يترنم ؟ وبِمَ يناجي ربه عز وجل؟".
وكان بعضهم يكثر تلاوة القرآن، ثم اشتغل عنه بغيره، فرأى في المنام قائلا يعاتبه: إن كنتَ تزعمُ حبي .. فلِمَ جفوتَ كتابي.. أما تأملتَ ما فيه.. من لطيف خطابي؟!
وسيلة ثانية للتقرب من الله هي "ذكره" تعالى. فقد قال سبحانه: "فاذكروني أذكركم".(البقرة: 15).
وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني.. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة". (البخاري، ومسلم). و"الباع" هو قدر مد اليدين.
وعن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وجبن عن العدو أن يقاتله، وبخل بالمال أن ينفقه، فليكثر ذكر الله تعالى".(صحيح بشواهده).
"الدعاء" وسيلة ثالثة للقرب من الله، فقد أخرج البخاري، عن أي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر، يقول: "من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له". (البخاري ومسلم) .
وتأمل التعبير: "ينزل".. إنه تودد الرب لعبده الطائع، فأين حركتك أنت، في المقابل، باتجاه الله تعالى؟ [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد