الصدق هو مطابقة الكلام للواقع وهو فضيلة عظيمة يبنى عليها خير البشرية ولا تستقيم الحياة إلا بها ولذلك حث الله عباده على التحلي بفضيلة الصدق وجعل الصديقين في المرتبة التالية للنبيين، قبل الشهداء والصالحين، قال تعالى: «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا» وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» «متفق عليه» وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب عن المؤمن الحق، لما له من آثار وخيمة على البشرية من إشاعة الفساد والريبة والشك بين النفوس، فلما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن بخيلا قال نعم أيكون المؤمن جبانا قال نعم أيكون المؤمن كذابا قال لا. يقول الدكتور رمضان عبد العزيز أستاذ بكلية أصول الدين بالمنوفية إن المولى في كتابة العزيز قال “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين”، فالصدق قد أمرنا المولى تبارك وتعالى به في كتابه وأكرمنا به المصطفى صلى الله علية وسلم في سنته وهو من مكارم الأخلاق التى بعث النبي صلى الله عليه وسلم لإتمامها ومما يدل على قيمة الصدق وعلى منزلته أن الله تبارك وتعالى مدح بعض أنبيائه بالصدق قال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً) وقد اشتهر المصطفي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة بأنه كان الصادق الأمين والصدق ينبغي ان يكون في القول والفعل وينبغى أن يكون الإنسان صادقا إذا تكلم مع الآخرين وصادقا في سلوكه وفي فعله لان الصدق ينجى الإنسان من التهلكة فقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لى ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة) ومن هذه الصفات (اصدقوا إذا حدثتم) اى انطقوا بالواقع وافعلوا الحق ليكون الجزاء الجنة ولا ريب ان من تحلى بهذه الصفة فقد نال القبول بين الناس ونال الرضا من الله تبارك وتعالى.