شهر رمضان المبارك ضيف عزيز لا يأتى إلا مرة فى العام، لذا يجب علينا استثمار جميع أوقاته فى زيادة الطاعات والبعد عن المنكرات التى تضيع ثواب الصيام، هذا الهدف لا بد أن يعلمه الآباء للأبناء حتى يتعودوا منذ الصغر على ذلك. وأكد علماء الدين ان شهر رمضان فرصة لتدريب الصغار على عمل الطاعات، وأوصوا الآباء بوضع أهداف وبرامج عمل متنوعة لأبنائهم، ما بين ختم القرآن الكريم، والحرص على الاستماع الى دروس العلم، والمحافظة على الصلوات الخمس فى جماعة بالمسجد، مشددين على ضرورة ترك ألعاب الكمبيوتر والأفلام والمسلسلات التى تنسى الإنسان العبادة، وتهدر الوقت. ويؤكد الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء، ضرورة تنمية الوعى الدينى ومفهوم الحلال والحرام داخل عقل الطفل، وشهر رمضان فرصة لتحقيق ذلك، من خلال توجيه الآباء أولادهم نحو التركيز فى العبادة فى هذا الشهر واستغلال الوقت وعدم إهداره فى الألعاب عبر الوسائل التكنولوجية، وألا ننساق خلف المستحدث من هذه الألعاب، ولا ننسى أن الحسنات مضاعفة ويجب أن يكون الإنسان فى غاية الحرص على عدم ضياع هذا الشهر من بين يديه. عدم السخرية وأشار الى أهمية توجيه الآباء لأبنائهم لاختيار الألعاب المناسبة لمجتمعهم وثقافتهم وعقيدتهم، موضحا أن الدين الإسلامى اهتم بالطفل وبالترفيه له وإدخال البهجة والسرور إلى قلبه، داعيا الآباء إلى مشاركة أبنائهم اللعب وعدم السخرية من أفكارهم وخيالاتهم والعمل على تعليمهم الحلال والحرام وأهمية إتاحة الفرصة لهم ليلعبوا ويمرحوا بما لا يضرهم جسديا ولا يؤذى من حولهم، وهذا لا يتوافر فى ألعاب الكمبيوتر السيئة التى ابتليت بها الأمة الإسلامية من قبل الغرب، فنجد أنها تحتوى على مشاهد شرب الخمر وإيذاء البدن وقتل الغير، وهى أمور من الخطأ أن يشاهدها الطفل لأنه سيعتاد عليها وتصبح بالنسبة إليه صورا مألوفة وقد يسعى إلى المحاكاة والتقليد مما يضر به وبمن حوله، ويجب أن يتدخل الآباء بالتعريف بأن ما يحدث فى تلك الألعاب هو أمر مرفوض أخلاقيا ودينيا. نصائح وفى سياق متصل، يقدم الدكتور أحمد حسين، وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر، بعض النصائح التى تساعد الأولاد على عدم إهدار الوقت خلال شهر رمضان، منها تحديد برنامج زمنى لكل العبادات خلال رمضان، فيعرف الإنسان بأنه سيفتح المصحف بعد صلاة الظهر مثلا أو العصر ويتلو منه جزءا وبعد صلاة التراويح جزءا، وبهذا يعرف أنه سيختم القرآن مرتين أو ثلاثا، لأن البرنامج مهم فى هذا الشأن، ويوضح من خلال البرنامج الأهداف التى يجب تحقيقها، سواء حفظ أو تلاوة أو ختم القرآن، وعلى سبيل المثال: لتحقيق هدف ختم القرآن، نقوم بتقسيم صفحات المصحف الشريف على عدد أيام شهر رمضان، فيصبح لدينا عدد من الصفحات ينبغى قراءتها يوميا ، ومع وجود 5 صلوات فى اليوم يستطيع الإنسان قراءة عدد من هذه الصفحات عقب كل صلاة؛ وبذلك يستطيع ختم القرآن الكريم، ويمكن زيادة عدد الصفحات فى حالة الرغبة بختم القرآن أكثر من مرة. كما طالب بوضع خطة زمنية لكى يتم تنفيذ تلك الوسائل يجب أن يتم التخطيط لتنفيذها فى أوقات محددة حتى لا تصبح مجرد كلام على ورق، وتحديد الوقت الذى يستغرقه تحقيق كل مهمة، وتحديد الأولويات والبدء بتنفيذ أهم الأعمال أولا ثم المهم ثم الأقل أهمية، فلا يعقل على سبيل المثال أن يقرأ الإنسان القرآن فى حين أنه لم يقم بأداء الفريضة؟، موضحا ان إنجاز المهام الكبيرة يجعل الإنسان يشعر بالراحة النفسية، ولتسهيل الأمر ينبغى تقسيم الشهر إلى أسابيع والتخطيط لكل أسبوع قبل بدايته والحرص على استغلال جميع ساعات اليوم، وخلال اليوم يجب أن يكون اللسان ذاكرا لله عز وجل، طوال الوقت، للحفاظ على الصيام من الوقوع فى المعاصي. وأضاف: أما بالنسبة للمرأة فى بيتها، فهى أم للأولاد ومن خلالها يهتدى بها أبناؤها، فيجب- بجوار رعايتها لبيتها وأسرتها التى تمثل عبادة لله، سوف يجازيها الله عنها خيرا- استغلالها للأوقات للاستفادة من شهر رمضان على الوجه الأكمل، فربة البيت تتفق مع أفراد أسرتها على إعداد الطعام، بطريقة غير مبالغ فيها، كما أنها تعمل على تشغيل شرائط او اسطوانات القرآن فى البيت طوال الوقت وفى أثناء عملها، فهى بذلك تستغل كل دقيقة فى رمضان فى سماع القرآن فى هذا الشهر الذى يجب الحرص فيه على كل لحظة وكل نفس يستغل فى ذكر الله عز وجل، وإذا وجدت الأم أن أبناءها يهدرون وقتهم أمام الألعاب أو مشاهدة الأفلام فعليها إبداء النصح لهم وتذكيرهم بأن الله عز وجل سيسألهم على هذا الوقت يوم القيامة، وان الحسنات مضاعفة فى هذا الشهر الكريم ويجب استغلاله فى الطاعات.