اثارت واقعة اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات تساؤلات عديدة لدى الرأى العام المصرى فصدمة المصريين وحزنهم على محامى الشعب ، حيث هالهم حجم الدمار الذى خلفه الانفجار والذى طال محالا وسيارات ووصل حتى الادوار العليا بالعقارات فدارت التساؤلات حول كيفية زرع سيارة مفخخة فى طريق الركب الخاص بالنائب العام؟ ،وكيف تحصل الجناة على الكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التى استخدمت فى الحادث؟ قال اللواء عبدالعزيز توفيق مساعد وزير الداخلية السابق انه بالنسبة للمواد المتفجرة فهى تتكون من مواد كيماوية غير ثابتة التركيب وتتحول عند الطرق عليها او استخدام اداة لتفجيرها الى غازات ينتج عنها موجة انفجارية وشظايا وحرارة وضوء والموجة الانفجارية الناتجة عن التفجير الذى استهدف موكب النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات تسببت فى وجود عمليات سحب وضغط شديدة و احتراق الاوكسجين فى محيط منطقة الانفجار مما نتج عنه عملية احلال بدلا من الاكسجين لمواد منبعثة من التفجير مسببة الاثر التدميرى ، والمادة المستخدمة فى التفجير وهى « T.N.T » من خواصها انها كلما زادت درجة نقائها زاد تأثيرها التفجيري ، وتفجير امس الاول لا يقل حجم المواد المفجرة المستخدمة عن ربع طن ، لذا كانت دائرة التأثير للانفجار كبيرة ومع ضيق الشارع الذى زرعت فيه السيارة المفخخة ارتفعت اثار الدمار الناتجة عن التفجير فمن المعروف ان اتساع المنطقة المحيطة بالتفجير يساهم بشكل كبير فى امتصاص الموجة الانفجارية فيقل تأثيرها التدميرى ، ولكن ضيق المساحة ساهم فى حدوث العكس ولذلك وجدنا بعد المصاب الاعظم باستشهاد النائب العام تلفيات اصابت عشرات السيارات والمحلات وتدمير واجهات منازل وصلت حتى الطابق السادس لبعض العقارات ، فاذا علمنا ان المدى التأثيرى ل 4 كيلو من مادة ال TNT شديدة الانفجار يصل لمساحة 6متر فلنا ان نتصور ما يحدثه ربع طن منها فى شارع ضيق. واضاف توفيق ان الاصابات التى طالت النائب العام من نزيف داخلى وتهتك بالرئة والكبد ناتجة عن طبيعة الانفجار نفسه فالموجة الانفجارية تسببت فى حدوث هذه الاصابات والصدمة التى تعرض لها فى التفجير والتخلخل فى الجو وسحب الاوكسجين من المنطقة المحيطة به لم يتحملها جسمه واحدثت النزيف والتهتك لذا لم نجد اصابته باى خدوش او جروح ظاهرية ، وهنا نستطيع القول ان منفذى عملية اغتيال النائب العام كان غرضهم الرئيسى هو الاصابة المباشرة والقتل من حيث الترصد للموكب وزرع سيارة مفخخة مليئة بمواد شديدة الانفجار وسيناريو الحادث، يشير الى ان الجناة قاموا بتجهيز السيارة واخفاء المواد المتفجرة بها بعد توصيلها بدائرة كهربائية للتفجير عن بعد كل ذلك فى مكان قريب من موقع الحادث واختاروا اضيق مساحة يمر بها موكب النائب العام لزرع سيارتهم ومن ثم يضمنوا نجاح عمليتهم الارهابية الخسيسة ، على العكس من عمليات الارهاب العشوائية التى يلجأ فيها الارهابيون الى قنابل المونة والتى يتم حشوها بالمسامير ويكون غرضهم فيها مجرد احداث حالة من الرعب والفوضى فى الشارع دون اهتمام بنسبة الاصابات او القتلى . وعن طرق التوصل الى كميات كبيرة من المفرقعات والمواد شديدة الانفجار قال مساعد الوزير السابق انه رغم السيطرة على المنافذ واحباط عمليات تهريب كبيرة الا ان هناك طرقا ينجح البعض من المخربين والارهابيين فى الحصول بها على المواد المفرقعة من بينها تجميع مخلفات الحروب ومخلفات التدريب فى المناطق العسكرية ، تهريب بعض انواع الالعاب النارية من خارج البلاد ولعلنا نتابع بين الحين والاخر سقوط قضايا احباط تهريب كميات بالملايين من هذه الانواع من الالعاب النارية حيث ان الغرض من دخولها البلاد ليس الاتجار فيها لاستخدامها فى المناسبات وحسب ولكن تقوم بعض الحركات الارهابية بتجميعها وتفريغ المواد المفرقعة المصنعة منها ، ثم اعادة تعبئتها بعد اضافة مواد متفجرة اقوى لتسهم فى تصنيع قنابل ذات تأثير متوسط ، اما اخطر المنافذ فهى الانفاق الممتدة فى سيناء والتى استخدمتها الجماعات التكفيرية لفترات طويلة في تهريب الاسلحة وكميات هائلة من المواد المتفجرة ومن بينها مادة ال TNT شديدة الانفجار التى استخدمت فى اكثر من عملية ارهابية اخرها اغتيال النائب العام امس الاول ، ورغم عمليات تجفيف منابع الارهاب وتدمير العديد من الانفاق الموصلة الى قطاع غزة الا ان ما تم تهريبه خلال الفترة السابقة لم يكن بالكميات البسيطة.