بعد نجاح المليشيات الارهابية فى استهداف الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام وإغتياله بتفجير سيارة مفخخة بمحيط مسكنه قرب الكلية الحربية، أمر اللواء أسامة بدير مساعد الوزير لأمن القاهرة بتشديد الحراسات الامنية وتعزيز الخدمات والتأمين على جميع مقار إقامة القضاة وعملهم بالمحاكم المختلفة بعد إعلان الجماعة الارهابية مخططا لاستهدافهم حيث يشرف على تنفيذ الخطة اللواء خالد يحيى مدير مباحث العاصمة ويباشرها نائباه اللواءان هشام العراقى وعصام سعد. وقد انتهى تقرير الادلة الجنائية الى وجود مواد شديدة الانفجار داخل السيارة المفخخة «تى أن تي»، فيما تم التعرف على بيانات السيارة المفخخة من خلال رقمى الشاسيه والموتور فى محاوله للتوصل لهوية الجاني، وحسب روايات شهود العيان أن تلك السيارة غريبة عن المنطقة وقد اشتبه فيها أحد حراس العقارات لتوقفها مساء ليلة الحادث فى تقاطع شارعى مصطفى مختار مع سلمان الفارسي. فى الوقت نفسه، قام اللواء أسامة بدير مدير أمن القاهرة بجولة مفاجئة على الخدمات الأمنية بعدد من الميادين والمناطق المهمة بالعاصمة فجراً، حيث تفقد مناطق الزمالك والتحرير والمعادى ووسط البلد وميدان الألف مسكن والمطرية فى ذكرى ثورة 30 يونيو، وتأكد من تنفيذ الخطة الأمنية وانتشار جميع الخدمات والقوات الأمنية وارتكازات وتشكيلات الأمن المركزى لتحقيق الأمن والاستقرار بالعاصمة وضبط كل ما قد يخل بالأمن العام مع توسيع دائرة الاشتباه وأكد نشر جميع الخدمات النظامية والمباحثية وخبراء المفرقعات لتأمين المواطنين وضبط كل ما قد يخل بالأمن العام. وأكد مدير الأمن على جميع القيادات الميدانية بتشديد الخدمات الأمنية بمحيط مقار إقامة القضاة والمستشارين وكذا أمام المحاكم والنيابات ومقر دار القضاء العالى بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية وكذا مقار السفارات وإقامة البعثات الدبلوماسية وأكد على مديرى القطاعات الجغرافية بالوجود الميدانى على مدى اليوم لتحقيق أقصى درجات التأمين. كما قام بمفاجأة عدد من الأكمنة الحدودية فى ضوء ما تمثله من أهمية قصوى فى خطة تأمين المدينة لمنع تسلل العناصر الإجرامية والإرهابية وردع كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن العام وقد قام مدير الأمن بالتفتيش على السيارات الخاصة، بتلك الارتكازات ومدى جاهزيتها لجميع المهام، كما قام ايضا بالشد من أزر الضباط والأفراد والمجندين.. وشدد على ضرورة الحفاظ على السلامة الشخصية لهم وارتداء الصديرى الواقى من الرصاص والتأكد من جاهزية الأسلحة الخاصة بهم وملاءمتها كل المواقف الأمنية بما يحقق كثافة نيران عالية وتفوقا فى التصدى لأى من العناصر الإجرامية والإرهابية وطالبهم بجدية فحص السيارات وتوسيع دائرة الاشتباه، وقد أكد الضباط والأفراد والمجندون عزمهم بذل أقصى الجهد حفاظاً على أمن الوطن والمواطنين. مندوب «الأهرام» رصد حالة الحزن التى يعيشها جيران النائب العام سواء على فراق الرجل الخلوق الذى كان يتمتع بسيرة وسمعة طيبة بينهم.. والبعض الآخر حزين على ما لحق من دمار لممتلكاتهم من تدمير للمحال التجارية والشقق والسيارات .. الجميع سواء أكان من الاهالى أو أصحاب المحال اجتمعوا على قلب رجل واحد «القصاص من الخونة». فقال عصام لطفى موظف أمن بمدرسة مجاورة لمكان الحادث بشارع مصطفى مختار الذى كان شاهدا على حدث لن يمحى من الاذهان حيث قرر أنه كان جالسا على بوابة المدرسة بصحبه زملائه فسمعنا صوت انفجار هائل وتصاعد اعمدة الدخان وشظايا وأجزاء سيارات تتطاير فى الهواء فهرولنا مسرعين لنجد المستشار هشام بركات ملقى على الارض بجوار سيارته فحملناه على أعناقنا و3 من زملائى والدماء تسيل من انفه وقال لنا 3 مرات «شوفوا الناس اللى معايا» ورفض تناول الماء ولم يمر سوى دقائق قليلة حتى حضرت نجلته بسيارتها فقمنا بنقله بداخلها حتى تم نقله الى المستشفي. وأضاف عصام لطفى بأنه كان شاهدا على الحادث منذ حدوثه فى الساعات الاولى من صباح أمس الاول مؤكدا أن رجال الاطفاء والاسعاف قد حضروا بعد دقائق قليلة من وقوع الحادث، وانه كان ينبغى على طاقم الحراسة تغيير خط السير باستمرار حتى لا يتم رصده واستهدافه وهو ما حدث بالفعل.. وتطرق الشاهد قائلا إن النائب كان دائم الصلاة داخل مسجد السيدة عائشة خاصة فى يوم الجمعة وإن استشهاده أثناء صيامه وذهابه لعمله خير دليل على أن الله اختاره فى تلك الايام المباركة. أما يوسف فايز فيعمل مهندسا زراعيا وهو أحد سكان المنطقة والذى كان شاهدا على وقوع الجريمة النكراء حيث قرر أن النائب العام اعتاد الاهالى على سيره ب 3 سيارات جيب ومعروف لدى الكل أنه يمر يوميا فى نفس التوقيت الصباحى من كل يوم وكان من السهل جدا على عناصر الجماعة الارهابية رصد تحركاته وأنا ارى أن هناك تقصيرا أمنيا فى عملية تأمينه وأن السيارة المفخخة غير معروفة لدى الاهالى ونحن فوجئنا بالحادث فأسرع السكان لانقاذ ما يمكن إنقاذه. وأخيرا صاح جمال عبدالمجيد محمد صاحب محل ملابس جاهزة غاضبا «حسبى الله ونعم الوكيل بيوتنا خربت».. وقال إن محله للاسف الشديد على ناصيته كانت تقف السيارة المفخخة فكان له النصيب الأكبر من الخسائر وقرر أنه علم بالحادث من احد الاهالى الذى أبلغه بالخبر المشئوم فهرولت مسرعا وفور وصولى شاهدت ما لا أصدق من حجم الدمار والخسائر التى لحقت بالمحل والمحال المجاورة وتدمير للسيارات والمنازل، موضحا أن الموجة الانفجارية كانت شديدة المفعول لتتطاير جميع أجزاء المحلات وتحطم زجاج العقارات.. ونسأل من يعوضنا عن ذلك الخراب الذى لحق بنا. وتطرق جمال قائلا إن المحافظ قد حضر ليلة وقوع الحادث وتفقد موقع الجريمة ولم يلتفت الينا، فليس لنا سوى الله، الا أنه عاود قائلا: «إننى أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل لمساعدتنا وتعويضنا». وقبل انتهاء جولة «الأهرام» وجدنا رجال الحى يرفعون كل المخلفات وآثار الدمار التى لحقت بالمحال والشقق من تحطم واجهتهم وزجاجهم حيث قاموا بتعقيم المنطقة من خلال رش مواد خاصة بتطهير الشوارع من بقايا المواد الانفجارية.