تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنازة العسكرية التى أقيمت لشهيد الواجب المستشار هشام بركات النائب العام الذى استشهد إثر عملية إرهابية خسيسة، وقدم الرئيس السيسى العزاء لأسرة الشهيد الذى لبى نداء وطنه وهو يفخر بإعلاء كلمة العدل والحق التى أمر بها المولى عز وجل، وأكد الرئيس أنه أبدا لن تعلو كلمة الباطل على كلمة الحق الذى يواجه بكل عزيمة كل أشكال التطرف والإرهاب، وان مثل هذه العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار الشعب المصرى على اقتلاع جذور الإرهاب الغاشم. وقال الرئيس خلال كلمة ألقاها فى الجنازة إن الدولة لن تترك الإرهاب وأننا نواجه حرباً ضخمة وعدوا خسيسا يستلزم تكاتف الجميع مشيرا إلى ان يد العدالة مغلولة بالقوانين والتى يجب ان تٌعدل لمجابهة التطورات التى تحدث وبما يحقق تنفيذ العدالة الناجزة فى أسرع وقت. ووجه السيسى كلمة إلى رجال القضاء أكد فيها أن تقديم العزاء سيكون بتقدم الدولة للأمام والسيطرة على الإرهاب والأحكام الناجزة للعدالة فى أسرع وقت، مؤكدا أن دم الشهيد فى رقاب كل المصريين، وعلى رأسهم القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام وان هذا العمل الاجرامى لن ينال من عزيمة المصريين بل يدعونا للإصرار على اقتلاع الإرهاب من جذوره. حضر مراسم الجنازة المستشار عدلى منصور والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من الوزراء والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية ولفيف من القضاة وأعضاء النيابة العامة والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية وأسرة الشهيد وعدد من الشخصيات العامة. وقد شهد محيط مسجد المشير طنطاوى بالقاهرة الجديدة تكثيفا أمنيا من الشرطة و القوات المسلحة لتأمين إجراءات تشييع الجنازة، بالإضافة الى طائرات الهليكوبتر التى حلقت فوق سماء المسجد لتأمين الجنازة ،وقد شهد دخول الشخصيات والقضاة واقارب الشهيد إجراءات امنية صارمة نفذتها شرطة رئاسة الجمهورية وخضع الجميع لاجراءات التفتيش بالجهاز المحمول للكشف عن المعادن عن طيب خاطر بمن فيهم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء. وقد بدأ توافد اعداد المعزين والمشيعين للجنازة منذ الساعة الثامنة صباحا ،»الأهرام« كان هناك يرصد وقائع الجنازة لحظة بلحظة ، حيث كان يتم استقبال أسرة الشهيد المستشار هشام بركات وأقاربه وجميع المعارف والاصدقاء بداخل قاعة دار المناسبات المواجهة للمسجد الذى كان يستقبل المعزين من القضاة وأصدقاء الشهيد، وعند الساعة العاشرة الا ربعا تماما وصل جثمان الشهيد بسيارة الاسعاف وحملته اكتاف جنود الشرطة العسكرية الى داخل المسجد للصلاة عليه، التى استغرقت عشرة دقائق، تم خلالها تجهيز عربة المدفع التى تجرها الخيول أمام باب المسجد، وحمل الجثمان عليها، تمهيدا لبدء اجراءات ومراسم الجنازة الرسمية العسكرية ،فى الوقت الذى تجمع فيه الجميع بساحة المسجد الفسيح فى صفوف تم تحديدها برجال الحراسات الخاصة، يتقدمهم فى الصف الأول الرئيس السيسى والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق و رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس الوزراء والمستشار محمد هشام بركات نجل الشهيد والمستشار أحمد الزند وزير العدل والمستشار زكريا عبد العزيز عثمان النائب العام المساعد وعدد من رؤساء الهيئات القضائية، والوزراء و أفراد أسرة الراحل الشهيد، وانطلقت مسيرة الجنازة الى بضع خطوات على صوت طبول المشهد الجنائزى التى عزفتها موسيقى الحرس الجمهورى ، وبعد ذلك اصطفت أسرة الشهيد يتقدمهم نجله محمد لتلقى العزاء من الحضور، وخلال ذلك قدم الرئيس التعازى الى اسرة الشهيد ودار حوار استمر دقائق همس خلالها نجل الشهيد للرئيس مطالبا القصاص لمصر و لوالده من الارهابيين ، وأكد الرئيس له ان دماء والده لن تذهب هباء وأن الجناة سيتم ضبطهم لا محالة وسيتم محاسبتهم بأشد عقاب ، ووجه كلامة الى أفراد أسرته، زوجته و نجلته القاضية مروة، ان ماحدث هو محاولة لاسكات صوت مصر لان النائب العام هو صوت مصر وهم يريدون اسكات مصر ..لكن مصر لن تسكت ابدا، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك. وبعد انصراف الرئيس تبادل آلاف القضاة التعازى مع بعضهم وامتلأت ساحة المسجد بالمشيعين وامتزجت مشاعر الحزن والبكاء لبعضهم مع مشاعر الغضب من الحادث الاجرامى الارهابى الذى راح ضحيته النائب العام، واخذوا يواسون بعضهم غير مصدقين لما حدث، بعضهم قال ل "الأهرام" انه لم يذق طعم النوم ، وأخرون لم يتناولوا افطارهم امس حتى السحور مؤكدين وواثقين بقدرة الله فى الانتقام من هؤلاء الخونة الإرهابيين. وعلى جانب آخر وقفت اسرة الشهيد على أحد الأرصفة وقد تم احضار كرسيين لشقيقته ونجلته اللتين لم يستطيعا الوقوف بعد ان خارت قواهما فجلسا لتلقى العزاء، ولم تتوقف ابنته عن البكاء لحظة واحدة، وحتى انطلاق موكب السيارات ومنها السيارة التى تحمل الجثمان الى خارج المسجد فى طريقها الى مثواه الأخير بمقابر الأسرة فى المقطم ليدفن مع شقيقته التى توفيت منذ عدة اشهر بمدافن الأسرة .