صدفة غريبة ان يجتمع هذا الأسبوع يومان من أهم الأيام في حياة المصريين..العاشر من رمضان والثلاثين من يونيو..اليوم الأول حمل لهذا الشعب واحدة من أعظم ذكرياته حين سمعنا ظهر هذا اليوم أول بيان عن عبور الجيش المصرى قناة السويس واقتحام خط بارليف واستعادة الكرامة العربية في حرب أكتوبر..سوف تبقى ذكرى أكتوبر صفحة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية ويوما من اهم وأغلى الأيام في حياة كل مصرى اما يوم 30 يونيو فهو أيضا يوم تاريخى بكل المقاييس كان من الصعب بل من المستحيل ان تستمر مهزلة الإخوان المسلمين في حكم مصر بعد كل حالات الفشل التى لحقت بهم خلال عام من الحكم ..لقد اتيحت للإخوان خلال هذا العام كل الفرص ليقدموا تجربة هى الأولى من نوعها في تاريخ الإسلام السياسى منذ ظهر في بدايات القرن الماضى ولكن سفينة الاخوان تعثرت كثيرا، تعثرت بسبب غياب القدرات وعجز الكفاءات وتعثرت أمام سياسة الإقصاء وتصنيف المواطنين واستبعاد كل من يخالفهم في الفكر والمواقف وتعثرت أمام قصور الرؤى وغياب الخبرة والتجربة..كان من الممكن أن تمضى مسيرة الإخوان في حكم مصر لو أنهم يمثلون شعبا ولا يمثلون جماعة ولأن الفرق كبير جدا بين ان تتحمل مسئولية وطن كبير في حجم مصر أو ترعى شئون عدد من الأشخاص وان الناس لا تحاسبك على فكر مهما كانت درجة الشطط فيه ولكن تحاسبك على ما قدمت لهم وما عجزت عن تحقيقه وان مسئولية الأوطان والشعوب اكبر من ان تحتويها جماعة مهما كانت أعدادها وأفكارها..في 30 يونيو انهى المصريون بدعم من جيشهم وقوات أمنهم عاما من الفشل في سلطة القرار كلف مصر الكثير فقد قسم شعبها وغير ثوابتها ودخل بها في سرداب طويل من الأنانية وغياب الضمير..يومان في أسبوع واحد تحركت فيهما مشاعر كثيرة ما بين يوم أخرجنا من ذكريات أليمة مع نكسة 67 ويوم آخر أخرجنا من قصة فشل كان من الممكن ان يكون ثمنها اكبر كثيرا من مجرد جماعة حكمت وفشلت. http://[email protected]