استثمارات ضخمة شهدتها محافظة الفيوم فى قطاع مياه الشرب خلال السنوات الماضية تجاوزت المليارى جنيه، فمنذ عام 2010 أعلنت المحافظة أن نصيب الفرد من مياه الشرب بعد الانتهاء من المرحلة الثانية بمحطة العزب الجديدة، ومحطة شرق الفيوم بمركز طامية، سوف يصل إلى 240 لترا في اليوم.. وأنه تم إعداد مخطط لمشروعات مياه الشرب حتى عام 2037 لاستيعاب الزيادة فى أعداد السكان، وتوفير الاحتياجات من مياه الشرب النقية، لكن على الرغم من ذلك فمازالت الكثير من المناطق تعانى من نقص مياه الشرب التى لا تكفى الاحتياجات اليومية للمواطنين، مما يضطرهم إلى شراء المياه أو خروج النساء والأطفال لجلبها من القرى المجاورة وتعرضهم فى ذلك للمضايقات التى غالبا ما تنتهى بمشاجرات. ففى مركز طامية يعانى نحو 5 آلاف شخص بقرى البرنسيسة، وعبد الحميد القاسى، والشرايع، وعمر، وأم أمين، وصوفى، من الانقطاع المستمر لمياه الشرب، وظلت المشكلة قائمة من أكثر من عامين، وتزداد مع ارتفاع حرارة الصيف، على الرغم من أن محطة شرق الفيوم أنشئت خصيصى لتغطى احتياجات مركزى طامية وسنورس والمشروعات الحالية والمستقبلية بمنطقة كوم أوشيم الصناعية من مياه الشرب، حيث تبلغ طاقتها 170 ألف متر مكعب/ يوم بتكلفة استثمارية 1,3 مليار جنيه، وهى أول محطة فى الفيوم تأخذ مياهها من نهر النيل مباشرة بحيث لا تتأثر بالسدة الشتوية السنوية، إلا أنها منذ افتتاحها قبل 5 سنوات لم تعمل بكامل طاقتها قط لأخطاء فنية فى التنفيذ. يقول محمود عبد الجواد، شكونا مرارا وتكرارا لمسئولى مياه الشرب من الأعطال المتكررة وانقطاع المياه بشكل شبه دائم، لكن الإجابة المعتادة “الإصلاح سيتم فى القريب العاجل” ! ويقول محمود سنوسى رئيس جمعية الإصلاح الزراعى بقرية الرنسيسة، مشروع التسمين بالقرية مهدد بالتوقف رغم أنه مشروع حكومى يتبع الإصلاح الزراعى، فنحو 150 رأس ماشية بالمشروع أوشكت على الهلاك بسبب الانقطاع المتكرر للمياه. ويقول إبراهيم السيد نوار، نطالب بتدخل عاجل من محافظ الفيوم ووضع حلول جذرية لهذه المشكلة التى تزداد يوما بعد آخر، مضيفا ان المياه التى تدخل إلى هذه القرى من خط طامية القادم من محطة شرق الفيوم دائمة الانقطاع ولا تأتى إلا عدة ساعات كل بضعة أيام، وعلى الرغم من ذلك تأتى محملة بالرمال والصدأ والشوائب، وقد لجأ مسئولو شركة المياه إلى حل بديل للمشكلة بوصلة قادمة من ناحية عزبة الصبيحات لكن المشكلة ظلت قائمة، ومن الممكن أن يتم حل المشكلة بشكل نهائى من خلال ربط هذه القرى بخط ال300 بقرية كفر محفوظ أو بخط مياه قصر رشوان المتجه إلى منطقة كوم أوشيم الصناعية.