تسعى سلطات مدينة إسنا التاريخية بجنوب محافظة الأقصر فى صعيد مصر بالتعاون مع منطقة آثار مصر العليا والأجهزة الأمنية بالمحافظة لإزالة 21 تعديا بالبناء والزراعة والتجريف لأراضى منطقة بين الجبلين الأثرية التي يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية الأولى، وكانت مقرا للإله حتحور، ورفع خطوط مياه جرى مدها بمعرفة المتعدين على اراضى المنطقة وتمثل خطرا كبيرا على معالمها التاريخية. ومن جانبه قال محمد سليمان رئيس مدينة إسنا إن محافظ الأقصر محمد بدر أمر باتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة التعديات والحفاظ على حرم المنطقة الأثرية «بين الجبلين» وتشكيل غرفة عمليات دائمة بالمحافظة تتولى التنسيق مع مسئولى الآثار وأملاك الدولة على مدى 24 ساعة للتصدى لأي محاولات اعتداء أو بناء على حرم المناطق الأثرية وأملاك الدولة وازالتها فى مهدها وإحالة مرتكبيها للنيابات المختصة، وحذر المحافظ رؤساء المدن والقرى من أى تهاون فى مجال حماية المناطق الأثرية من التعديات. هذا وقد سبق أن تدخل وزير الآثار لحماية معالم وآثار نادرة كانت معرضة للاعتداءات المتكررة وأصدر قرارا بإخضاع أراضى منطقة بين الجبلين التاريخية غرب مدينة إسنا بجنوبالأقصر لقانون حماية الآثار المصرية، وذلك لحماية معالمها ومقابرها من التعديات، وتمهيدا لبدء أعمال الكشف والتنقيب والترميم لما تحويه من آثار ومعالم تاريخية. وكانت منطقة بين الجبلين الأثرية غرب اسنا بجنوب محافظة الأقصر قد تعرضت لمحاولة تجريف وتدمير لمقابرها ومعالمها الأثرية ، حيث نجح الأثريون بالمنطقة بالتنسيق مع سلطان عيد مدير عام اثار الأقصر والعميد بهاء حامد مدير شرطة السياحة والاثار بالمحافظة من وقف تلك الاعتداءات والقبض على المتهمين بارتكابها واحالتهم الى النيابة العامة . يذكر أن منطقة أو قرية بين الجبلين غرب مدينة إسنا في جنوب محافظة الأقصر كانت قد أنجبت أعظم مهندس في التاريخ ايموحتب، وهو من أعظم البنائين والأطباء النوابغ في الطب والحكماء، كاهن الملك زوسر ووزيره تعّرف الإغريق على عظمته بعد آلاف السنين، فقدروه وقدسوه وعدوه خالق عمارة الحجر، وأول حكماء الدنيا وإمام أطبائها فساووه بالإله «اسكايبيوس» إله الطب واعتبروه ابنا للإله بتاح. وكان الملوك قبل «ايموحتب» يدفنون في قبور على هيئة مصاطب ، لا تختلف عن قبور رعاياهم إلا بعظم حجمها وفخامتها وكانت تبنى من الطوب اللبن، ولكن ايموحتب نجح في تشييد قبر مليكه زوسر الذي وضع تصميمه ليكون أفخم من أي قبر شيد من قبل، كانت الفكرة الجريئة في بناء هذا القبر هي أن يكون مبنيا بكتل من الحجر بدلا من الطوب اللبن، فشيد مصطبة كبيرة من الحجر الجيري قطعها من المحاجر القريبة ثم كسا جدرانه الخارجية بأحجار جيرية من النوع الأبيض الممتاز.