استشهد بعد ظهر امس، المستشار هشام بركات النائب العام، عن عمر يناهز 65 عاما، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه جراء تعرضه لحادث تفجير إرهابي صباح امس ، نقل على اثره إلى مستشفى النزهة الدولي، حيث أجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة. فقد هز انفجار مروع منطقة شمال القاهرة صباح أمس بشارع عمار بن ياسر قرب الكلية الحربية، استهدف موكب النائب العام بسيارة مفخخة تحوى أكثر من نصف طن متفجرات من مادة T . N . T شديدة الإنفجار ، وذلك قرب مسكنه، حيث اعتاد المرور من دوران إجبارى صباح كل يوم وهوفى طريقه إلى مكتبه. وقد أصيب النائب العام بإصابات بالغة أدت لوفاته فى وقت لاحق اثناء تلقيه العلاج بالمستشفي، حيث اصيب عقب الانفجار مباشرة بخلع فى الكتف ونزيف فى القفص الصدرى وكدمات متفرقة بجسده عقب عملية التفجير التى نفذتها العناصر الإرهابية فى العاشرة من صباح أمس. وقامت تلك العناصر بتفجير سيارة مفخخة عن بعد بالريموت كنترول أثناء مرور موكب النائب العام الذى كان يستقل سيارة (تويوتا مصفحة) وخلفه سيارتا الحراسة، وأثناء مروره فى دوران إجبارى قرب مسكنه تم تفجير السيارة المفخخة التى تم إيقافها على جانب الطريق، مما أدى لانقلاب سيارة النائب العام من شدة الموجة الانفجارية وتهشمها تماما وتحولها إلى كتلة من الصاج المنصهر. وأسفر هذا عن إصابة النائب العام فى البداية بخلع فى الكتف وكسور فى الأنف ونزيف بالقفص الصدرى وكدمات مختلفة. كما أصيب جميع أفراد طاقم الحراسة المرافق له، وهم مقدم شرطة و4 أمناء بإصابات مختلفة بينما اشتعلت النيران فى سيارتى الحراسة اللتان احترقتا تماما . وعلى الفور تم نقل المستشار هشام بركات إلى مستشفى النزهة الدولى وأدخل غرفة العناية المركزة لإجراء الإسعافات الأولية له واستخراج الشظايا من جسده. كما أصيب المقدم أحمد فؤاد رئيس طاقم الحراسة بجرح قطعى بالكوع وكسور بجسده وكذلك رقيب الشرطة سعيد حسن من طاقم الحراسة بالإضافة إلى سائقى سيارتى الحراسة وإبراهيم توفيق حارس العقار المقابل لمسرح الحادث وقد تم نقل ضابط الشرطة إلى مستشفى هليوبوليس بينما نقل 4 مصابين إلى مستشفى النزهه الدولي. آثار الجريمة الإرهابية وقد اهتزت المنازل بالمنطقة وهرع السكان الذين أصابهم الرعب لاستطلاع الامر وسارع بعضهم بتصوير لقطات للحادث لحظة وقوعه، وكشفت المعاينة الاولية عن تحطم 10 سيارات ملاكى فضلا عن احتراق 9 سيارات أخرى خاصة بالأهالى بينهم 3 سيارات طراز جيب شيروكي. كما تحطمت واجهات وزجاج 9 عقارات مواجهة لمسرح الانفجار الإرهابى بسبب شدة الموجة الانفجارية المنبعثة من تفجير أكثر من نصف طن من مادة (t . n . t ) شديدة الانفجار وفقا لتقديرات معاينة رجال الحماية المدنية والمعمل الجنائي. وقد انتقل اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية يرافقه اللواءات كمال الدالى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وصلاح حجازى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطنى وأبوبكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الانسان والاعلام، واستمع الوزير إلى شرح مفصل من اللواء كمال الدالى عن الحادث، كما وجه وزير الداخلية بسرعة اشتراك جميع الأجهزة الأمنية بالوزارة للوصول إلى منفذى ومرتكبى الحادث الأرهابي، حيث قام فريق من الأمن العام والأمن الوطنى بفحص عدد من الموجودين بمكان الحادث وكذلك الاستماع إلى شهود الواقعة من المواطنين وأصحاب المحال بالمكان. وتولى اللواءان عاصم حمزة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية وجمال عبد البارى استجواب الشهود، كما تمت معاينة آثار الانفجار والذى أدى إلى تهشم 10 سيارات وواجهات ونوافذ بأربع عمارات من شدة الانفجار، وكشف رجال الحماية المدنية ل »الأهرام» بأن العبوة الموجودة داخل السيارة التى فجرها الارهابيون تزن أكثر من نصف طن من مادة TNT شديدة الانفجار، وهوما أدى إلى تهشم سيارة النائب العام وسيارة الحراسة المرافقة له والسيارات الموجودة فى محيط الحادث. وقام فريق البحث بفحص البيانات الخاصة بالسيارة التى كانت تحوى المواد المتفجرة من خلال رقم الشاسيه والموتور، بعد أن تبين عدم وجود لوحات للسيارة، وأشارت المعلومات الى أنها مبلغ بسرقتها، وأن الارهابيين قاموا بوضعها قبل الحادث لتنفيذ مخططهم الآثم .. فى الوقت الذى قام فيه رجال الحماية المدنية بإشراف اللواء مدحت قريطم مساعد الوزير الشرطة المتخصصة وسامى يوسف مساعد الوزير لحماية المدنية، بوضع كردون أمنى حول مكان الحادث للبحث عن مواد متفجرة فى محيط الانفجار. وكشفت مصادر أمنية بوزارة الداخلية ل»الأهرام» أن التحريات الأولية تشير إلى أن مرتكبى الحادث الإرهابى هم عناصر مما يسمى ب»أجناد مصر» التابعة لجماعة الاخوان الأرهابية، وأنهم نفذوا الجريمة بنفس الطريقة التى تم تنفيذها لمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد أبراهيم قبل عامين ونصف أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر . وقد بدأت الأجهزة الأمنية تحقيقات موسعة لتضييق الخناق على المتهمين والقبض عليهم فى الوقت الذى يقوم قطاع الأمن الوطنى بعمليات استجواب واسعة لعدد من المشتبه فيهم بمكان الحادث. وكان اللواء مجدى عبدالغفار قد توجه عقب الحادث إلى المستشفى للاطمئنان على النائب العام، حيث تعهد بالوصول إلى الجناة، وقال إن هناك فرقا من الأمن العام والأمن الوطنى يقودها مساعدو الوزير تعمل للوصول إلى الجناة. وقد انتقل فريق من النيابة العامة لمكان الحادث، وقام بمعاينة آثاره والالتقاء مع رجال المعمل الجنائى وطلبوا سرعة التحريات الامنية عن الواقعة، وعلى جانب آخر مازال فريق الأمن يجرى تحقيقاته عن جميع العناصر المرتبطة بما يسمى ب«أجناد مصر» التى تشير المعلومات إلى تورطهم فى الحادث. وعلى جانب آخر، أكدت وزارة الداخلية أن جميع رجال الشرطة موجودون لتأمين كافة الشوارع والمنشآت العامة فى ظل الدعوات التى تدعو لها الجماعة الارهابية بالخروج اليوم والتظاهر واستهداف رجال الشرطة والأقسام، حيث أكدت وزارة الداخلية أن أى خروج عن القانون سوف يواجه بحسم وأن جميع المنشآت مؤمنة مع انتشار مكثف لرجال الشرطة بالشوارع. وقد كشفت المعاينة التى أجراها اللواء خالد يحيى مدير مباحث العاصمة أن سيارة ماركه سبرانزا صينى الصنع كانت تحوى قرابة نصف طن مواد شديدة الانفجار « تى أن تى « قد انفجرت لحظة مرور موكب النائب العام فى الساعات الاولى من صباح أمس فى طريقه للذهاب الى مقر عمله. كما كشفت التحريات التى أجراها اللواءان عصام سعد وهشام العراقى نائبا مدير المباحث أن النائب العام كان فى انتظاره طاقم حراسته أسفل منزله وبمجرد تحرك الموكب بأمتار وبالتحديد فى تقاطع شارعى مصطفى مختار مع سليمان الفارسى الموديان الى شارع عمار بن ياسر تم تفجير السيارة عن بعد مما يشير الى رصد عناصر التنظيم الارهابى لحظة تحرك الموكب وتفجيرها من خلال ريموت كونترول. بينما قام العميدان أحمد الألفى رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة ومحمد الالفى مفتش المباحث بإجراء معاينة لمكان الانفجار ، وقام اللواء حمدى الحديدى مدير مرور القاهرة بغلق محيط منطقة الانفجار وتم فرض كردون مرورى وإجراء تحويلات مرورية بقيادة اللواء محمد تبيان وكيل مرور القاهرة لقطاع الشرق وذلك لارشاد قائدى السيارات عن طرق التحويلات البديلة. فى الوقت نفسه ، قام اللواء علاء عبدالظاهر مدير شرطة المفرقعات بالقاهرة والعميد أشرف قابيل وكيل الادارة وخبراء الأدلة الجنائية بفحص السيارة المفخخة والتى تحولت الى أجزاء صغيرة بعد انفجارها وتبين أنها كانت تحوى على كميات كبيرة من مادة ال «تى أن تى» ، كما تمت معاينة ال 3 سيارات الخاصة بالنائب العام وطاقم حراسته وتبين تفحم أجزاء كبيرة منهم ، فيما هرع رجال الدفاع المدنى بإشراف اللواء ممدوح عبدالقادر المدير العام وتم السيطرة على النيران التى أتت على نحو9 سيارات خاصة بالاهالى . وقال احد شهود العيان إنه قد استيقظ على أصوات الانفجار التى هزت ارجاء المنطقة بالكامل لم يكن يخطر بباله حجم الدمار الذى خلفه هذا العمل الارهابى الغاشم فقد هرولت مسرعا واصطحبت صغارى الثلاثة غير مصدق ماحدث. وقال صاحب أحد المحلات المنكوبة إنه فوجىء فور وصوله صباح أمس بالحادث ولم يصدق ما حدث للمنطقة والخسائر التى لحقت بمحله والذى كان ملاصقا للسيارة المفخخة إلا أننى أحمد الله اننى كنت غير موجود وقتها.