قرأت رسالة يحيى عبدالفتاح الكليسلى بعنوان «العمارة الكئيبة» التى أشار فيها إلى انزعاجه من هدم القصور والفيلات ذات الطراز المعمارى المتميز فى مصر الجديدة، وذكر مثالا لذلك عن «لافتة مشئومة لأحد البنوك الكبرى تدعو الى مزاد علنى لهدم فيللا وإقامة عمارة ضخمة كئيبة بدلا منها وأنه لم يجد من يدافع عن هذه المبانى القديمة، فى الوقت الذى هرع فيه الكثيرون للدفاع عن مبنى الحزب الوطنى بميدان التحرير وطالبوا بالإبقاء عليه وعدم هدمه وتعليقا عليها أقول أنا من مواليد، مصر الجديدة سنة 1929 وتربيت وتعلمت وتزوجت وعشت فيها طول عمرى، يعنى هى عزيزة على الى أبعد الحدود؟ وكلامك مهم جدا وأوافقك بل اننى اكاد أبكى غيظا وكمدا كلما نزلت الشارع أرى زبالة وطوبا واسمنتا وغياب حضارة مصر الجديدة من الفيلات والمساكن الجميلة بما فيها الشعبية فى حى الجامع وما حوله والأدهى إزالة المترو وانتشار التوك توك والميكروباص، ثم اخيرا هدم الميريلاند واشجارها العتيقة الأثرية لبناء طوب ومسلح وأعمدة خرسانية والله أعلم ما الذى سيحل محلها؟! لقد سبق ان كتبت اكثر من مرة محذرا من هدم مبنى الاتحاد الأشتراكى «الحزب الوطنى» لأنه جزء من التاريخ حيث كان مقرا ل«المخابرات البريطانية» ورمزا لها.. لقد كنت لمدة 18 سنة مسئولا عن منطقة شرق القاهرة اى احياء مصر الجديدة والزيتون والمطرية والوايلى والنزهة مسئولية سياسية ولم يكن يتم أى إجراء إدارى أو تنفيذى حكومى أو غيره إلا بعد الرجوع للقيادة السياسية للمنطقة وكان يشاركنى مجموعة من المسئولين المحترمين القادرين على الأداء والمتابعة ومتابعة المتابعة مع جميع المسئولين التنفيذيين وغيرهم.. والمهم ان تكون هناك رؤية وإدارة ومعرفة بمصلحة الجمهور والأهم المتابعة الجادة والمحاسبة سواء بثواب أو بعقاب.. سامى شرف سكرتير الرئيس جمال عبدالناصر للمعلومات وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق
