أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أمس أن الهجوم الذى شنه مقاتلو داعش على مدينة عين العرب الكردية السورية وقرية الحسكة أسفر عن مقتل 146 مدنيا على الأقل فى ثانى أكبر مذبحة يرتكبها التنظيم الإرهابى بسوريا. وقال رامى عبد الرحمن مدير المرصد: إن التنظيم دخل عين العرب الواقعة على الحدود مع تركيا أمس الأول ثم اندلعت اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردية فى المدينة.. وأضاف أن الهجوم يمثل ثانى أكبر مذبحة يرتكبها تنظيم داعش بحق المدنيين منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنية فى شرق سوريا العام الماضي. وأفاد المرصد السورى لحقوق الانسان، بأن عناصر داعش تمكنوا من دخول المدينة وهم يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردى ولواء مقاتل مساند للوحدات، مشيرا إلى أن عشرات الأطفال والمواطنات والمسنين كانوا من بين القتلي. وكانت قيادة شرطة مدينة الحسكة شمال سوريا قد أعلنت فى وقت سابق عن مقتل 22 شخصا وجرح 30 آخرين نتيجة لهجوم داعش على بعض أحياء المدينة. وأدت الاشتباكات بين داعش وقوات الحكومة السورية إلى دمار جزئى ومتوسط فى الممتلكات الخاصة والعامة ونزوح نحو الفى شخص باتجاه مدينة القامشلى منذ الصباح حتى الان، وذلك بخلاف القتلى والجرحي. وبث ناشطون على مواقع محلية صورا تظهر نزوح مئات العائلات من الأحياء الغربية فى المدينة حيث مسرح الاشتباكات المسلحة. وقال مكتب الأممالمتحدة فى سوريا إنه ترددت أنباء عن نزوح 60 ألف شخص، بسبب هجوم داعش على مدينة الحسكة وإن ما يصل إلى 200 ألف قد يحاولون الفرار فى نهاية المطاف. وفى أنقرة، نظم أنصار حزب الشعوب الديمقراطية، الذراع السياسية لمنظمة حزب العمال الكردستاني، تظاهرات فى بلدة "يوكسك أوفا" التابعة لمحافظة هكارى التركية ، فضلا عن محافظة سييرت ، احتجاجا على الهجمات الانتحارية. كما وصف حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد فى تركيا هجوم عين العرب بأنه مذبحة وألقى اللوم على دعم الحكومحة التركية للمتشددين فى تصريحات ستؤجج التوتر فى أنقرة وسط محاولات لتشكيل حكومة. وعلى الصعيد ذاته، شدد الرئيس التركى رجب طيب اردوغان على أنه "لا يحق لأحد أن يضع بلاده فى صف واحد مع الإرهاب وذلك فى كلمته خلال مشاركته مائدة إفطار أمس الأول بمركز "الخليج" للمؤتمرات، ردا علي أنباء تواترت بشأن دعم أنقرة لتنظيم داعش والسماح لعناصره بعبور الأراضى التركية وشن هجومهم الأخير على مدينة عين العرب السورية. كما أثارت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء موجة واسعة من الجدل، بعد أن انفردت بنقل لقطات حية للتفجير الانتحاري، وأوضح سادات يلماز الكاتب بصحيفة "جمهوريت"، أن وجود مراسل الوكالة الحكومية بالتزامن مع الحادث فى الساعة الرابعة فجرا يثير العديد من علامات الاستفهام، متسائلا: «هل داعش هو من قدم لهم خدمات البث؟». وأشار يلماز إلى أن المنطقة التى تتمتع بأغلبية كردية فى شمال سوريا، تضم ما يقرب من مائة مراسل صحفى تابعين لوسائل الإعلام الكردية، إلا أن وكالة الأناضول هى فقط التى أذاعت لقطات حية ومباشرة للحادث، بصورة حصرية.. وقال يلماز عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى " تويتر" إن لم يكن الأمر قد تم ترتيبه مسبقا فكيف يحدث تفجير بهذا الشكل دون أن تهتز كاميرات الوكالة التى يبدو أنها جرى تثبيتها بعناية وفى مكان مطل على التفجير.