حلايب وشلاتين بوابة مصر الجنوبية للسودان ودول إفريقيا وفيهما مخزون استراتيجى لمصر من الثروات الطبيعية المتعددة التى مازالت عذراء وبكراً فى مجملها كما أن تلك المناطق هى أيضاً منبع لأصالة المصريين وعراقتهم فعندما تطل فى وجوه أهلها تشعر بالقواسم المشتركة بينك وبينهم تشعر بأن عروقك موصولة بعروقهم وترفرف حولك بشاشة المصرى الأصيل ، هذه طبيعة أهلها أما طبيعة ترابها فتحمل جينات تراب الدلتا والصعيد وسيناء وغيرها من حينات التراب المصرى الأصيل وخلال الفترة الأخيرة تشهد هذه المناطق اهتماما ملحوظاً من جميع الأجهزة الحكومية بما يشير إلى أن المنطقة باتت على موعد مع عهد جديد من حيث تنميتها والخروج بثرواتها إلى دائرة الضوء من خلال توجيه وتشجيع الإستثمارات لإستغلال تلك الثروات الطبيعية العديدة التى أجاد بها المولى عز وجل عليها بها والدليل على ذلك هو تخصيص أكثر من 764 مليون جنيه دفعة واحدة لتنفيذ خطة طموحة لمشروعات البنية الأساسية بتلك المناطق لأول مرة منذ أن بدأت تنمية تلك المناطق وبتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة إستكمال هذه الخطة ، وعدم توقف العمل بأى مشروع منها ، تمت زياد تها مؤخراً لتصل تلك الإعتمادات إلى نحو مليار جنيه ، كما شهدت عدة زيارات من الوزراء خلال العام الماضى بعد سنوات طوال من أول زيارة كان قد قام بها المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق منذ سنوات عديدة مضت حينما أرسى اللبنة الأولى لوحدات توطين بدو المنطقة فماذا يجرى فى حلايب وشلاتين وهل المشروعات التى تقوم الحكومة بتنفيذها هناك هى بداية الطريق الحقيقية نحو دفع وتشجيع الإستثمارات لإستغلال خيرات حلايب وشلاتين المدفونة أم تدفق الإستثمارات لتلك المناطق يحتاج إلى إجراءات أخري؟ انجازات كبيرة بداية يقول اللواء وجيه المأمون رئيس الوحدة المحلية لمدينة شلاتين إن نظرة الحكومة خلال الفترة الأخيرة تغيرت أكثر من الفترات السابقة التى شهدت خلالها المنطقة إنجازات كبيرة لايمكن إنكارها ولكن كانت تتم على مراحل لكن الخطة الشاملة لتنمية مرافق البنية التحتية التى أقرتها الحكومة خلال العام الماضى بلغت إعتماداتها لأول مرة 746 مليون جنيه دفعة واحدة ونظراً للتوسع فى المشروعات التى تضمنتها تلك الخطة ولسرعة تنفيذها فى الموعد المحدد لها تمت الموافقة على زيادتها لتصل لمليار ولذلك نجد العمل فى المشروعات المقررة يسير طبقاً للجدول الزمنى المحدد له بل هناك مشروعات باتت جاهزة للتشغيل منها قصر ثقافة بكل من الشلاتين وحلايب ومركز إعلام بالشلاتين ، وحفر بئرين إرتوازتين لإستغلالهما فى الزراعة وهناك عدة مدارس جديدة ستدخل الخدمة قريباً كما يجرى العمل فى محطات لتحلية ألاف الأطنان من مياه البحر لتوفير مياه الشرب التى تتطلبها التنمية الشاملة على المدى البعيد وكذلك خزانات تكديس لتلك المياه علاوة على مشروع لإنشاء مجزر آلى بطاقة ذبح 30 رأس جمل فى الساعة وغيرها من مشروعات شبكات الطرق والإسكان وغيرها من المشروعات الزراعية وهذا يعنى أن مدينة الشلاتين أصبحت مهيأة تماما للإستثمار السياحى والزراعى والسمكى وما يتعلق بالثروة الحيوانية والثروة التعدينية حيث يمكن إقامة عشرات المصانع التى تتوافر لها جميع المقومات . مقومات واعدة أما اللواء محمد حلمى رئيس مدينة حلايب فيؤكد أن مدينة حلايب على وجه الخصوص بها مقومات واعدة فى مجال السياحة الشاطئية حيث تحتوى على شاطئ بطول 103 كم من أجمل الشواطئ المصرية وبها أيضاً مقومات سياحة السفارى الجبلية حيث محميتى وادى الجمال وجبل علبة أكبر محميتين طبيعيتين فى مصر علاوة على الجزر البحرية والمدينة بها مقومات تعدينية وزراعية وغيرها والدولة الآن بدأت خطوات فعلية نحو تمهيد وتهيئة المنطقة لاستقبال الإستثمارات وأعتقد أن الدور أصبح على أصحاب رءوس الأموال والشركات الإستثمارية الكبرى للتوجه لإستثمار خيرات تلك المناطق ومن المشروعات المقترحة والتى تتطلبها المنطقة مشروع لإنشاء مصنع بلاستيك لتوريد منتجاته للسودانيين الذين يرغبون فى شراء هذه النوعية من المنتجات ومصنع لإنتاج الحلاوة الطحينية التى يحتاجها السودانيون أيضاً خاصة وأنهم يقومون ببيع محصول السمسم فى حلايب لينقل للقاهرة لتصنيعه كحلاوة طحينية ويعاد مرة أخرى لتوريده لهم فلماذا لا يتم إنشاء مصنع للمنطقة ، وحلايب تحتاج لمحجر بيطرى ومجزر آلى على غرار المجزر الذى يجرى تنفيذه بالشلاتين وبها مجالات للإستثمار فى الثروة الحيوانية كإقامة مراعى بالوديان ومصانع لتعليب وتجميد الأسماك وغيرها من المشروعات الإستثمارية الأخرى . اللحوم والأسماك أما محافظ البحر الاحمر اللواء أحمد عبد الله فيؤكد أن حلايب وشلاتين ستصبحان سلتى الاكتفاء الذاتى من اللحوم والأسماك بالنسبة لمصر وبعض الدول العربية حيث يجرى التخطيط من قبل وزارة الزراعة بالتنسيق مع المحافظة لإنشاء منطقة تكامل بحلايب وشلاتين تشمل منطقة صناعية تختص بتجهيز اللحوم حيث يتم استيراد الإبل والأغنام من دولة السودان وغيرها وذبحها بالمنطقة وتجهيز لحومها وتوزيعها على بقية المحافظات كما تخطط وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة التضامن الإجتماعى لاستيراد الأغنام من دولة عمان الشقيقة ونقلها بواسطة مراكب إلى منطقة المجازر بحلايب وشلاتين لذبحها وتجهيز لحومها أيضاً ونقلها إلى جميع محافظات مصر لتحقيق الإكتفاء الذاتى من تلك اللحوم كما سيتم إنشاء شركة للصيد بأعالى البحار ستبدأ عملها فى باب المندب وخليج عدن بإعتبارهما أقرب أماكن للمراكب التى ستصنعها هذه الشركة وسيتم إنشاء ميناءين بحريين أحدهما للصيد والتجارة بقرية بأبو رماد بحلايب والآخر للصيد فقط ببرانيس وفى مجال استغلال الثروات السياحية بالمدينتين يجرى الآن التخطيط لأكبر منطقة سياحية على شاطئ البحر بداية من برانيس حتى أبو رماد بطول 300 كم من أجل طرحها للإستثمار السياحى لبناء قرى وفنادق سياحية عليها كما يجرى التخطيط لتهيئة المنطقة لجذب السياحة البيئية إعتمادا على المقومات الموجودة لهذه النوعية من السياحة وذلك فى محميتى جبل علبة ووادى الجمال كما يجرى التنسيق بين المحافظة ووزارتى الدفاع والطيران المدنى لتحويل مطار برنيس إلى مطار مدنى وعسكرى فى آن واحد من أجل جذب المستثمرين إلى تلك المناطق الواعدة وبالتالى نستطيع أن نؤكد أن الدولة أوشكت على تهيئة تلك المناطق للإستثمار السياحى والزراعى والسمكى والصناعى وغير ذلك من الإستثمارات التى ستتيح آفاقاً كبيرة لعملية التنمية الشاملة التى تخدم محافظات الصعيد بوجه خاص . المياه الجوفية اخيرا يقول الشيخ محمد طاهر سدو شيخ مشايخ حلايب وأبو رماد أن منطقتى حلايب وأبو رماد هما رصيد مصر من الثروات المتعددة ولكن للأسف مازال المستثمرون والشركات الكبرى تتجاهل خيرات تلك المناطق بما فيها من شواطئ فريدة وثروات تعدينية على رأسها الذهب كما أن المنطقة الصحراوية وفقاً للتقارير والدراسات التى كان قد أعدها معهد بحوث الصحراء من قبل بشأن المنطقة المحصورة بين محافظة أسوان والشلاتين وحلايب تقع على خزان جوفى يحتوى على كميات هائلة من المياه الجوفية تكفى لزراعة آلاف الأفدنة لمدة 20 عاماً حتى لو لم تتجدد مياه أخرى وأنه لابد أن تستغل تلك الإمكانات فى الزراعة وتنمية المراعى لتنمية الثروة الحيوانية التى هى نشاطنا الأصيل منذ القدم وهذا القطاع بالذات إذا ماوجد الرعاية الجيدة فإننا قادرون على تحويل مصر لدولة مصدرة للحوم وهذا تعهد منا ويضيف بأن أهالى حلايب وشلاتين يتطلعون بفارغ الصبر إلى زيارة الرئيس السيسى تلك المناطق للإستماع لرؤية أبنائها حول تنمية المنطقة ولأن زيارته ستكون بمثابة رسالة كبيرة لدفع وتشجيع عجلة الاستثمار بالمنطقة.
