تحركات سريعة تقوم بها الحكومة المصرية لاعادة وتفعيل الدور المصرى فى القارة الافريقية فبعد عام كامل من العمل المتواصل داخل القارة ما بين جولات دبلوماسية للوزير سامح شكرى وما بين مشاركات للرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمم الافريقية . وزيارات الرؤساء والمسئولين الافارقة مصر كانت النتيجة عودة سياسية للدور المصرى فى القارة ومع اكتمال العام كانت استضافة مصر لقمة التكتلات الاقتصادية الافريقية الكوميسا والساداك وشرق افريقيا بشرم الشيخ التى اختتمت فاعلياتها منذ أيام لتعيد صياغة الدور المصرى بشكل جديد الى جانب السياسة من خلال البوابة الاقتصادية من أجل التوصل لتحرير التجارة بين دول التجمعات الثلاثة والتى تمثل نحو نصف دول القارة ويقطنها نحو 625 مليون مواطن . مراقبون اعتبروا ان توقيع اتفاقية تحرير التجارة بين أعضاء التكتلات الافريقية يمثل نواة مهمة نحو تحرير التجارة على مستوى القارة حيث حققت القمة نتائج إيجابية معتبرين ان الاتفاق مهم لمصر كما هو مهم ايضا لافريقيا لتعظيم الاستفادة مما نمتلكه من امكانات وقدرات اقتصادية هائلة يجب استغلالها على الوجه الامثل. بالاضافهةلتحقيق التمثل رفيع المستوى للقادة والزعماء الافارقة ،مؤشر مهم على ما توليه مصر من اهتمام بالغ بتعزيز التعاون مع دول القاره الأفريقية الام. و يرى البعض ان الاتفاقية هى بمثابة خارطة طريق من أجل اعتماد نهج التنمية لعملية التكامل الثلاثي، اعتمادا على اندماج الأسواق وحركة رجال الأعمال والتنمية الصناعية و تنمية البنية التحتية حيث كانت القمة ال 18 للاتحاد الإفريقى التى عقدت فى يناير 2012 بان تقوم التجمعات الثمانية فى القارة بالانتهاء من الوصول لمنطقة التجارة الحرة بحلول عام 2014 وتقوم التجمعات خلال الفترة من 2015- 2016 بعملية الاندماج فى منطقة التجارة الحرة القارية، وهو ما تحقق بتوقيع اتفاقية تحرير التجارة وإعلان شرم الشيخ اما بالنسبة للدول الأعضاء فى الاتحاد الإفريقى وغير المنضمة لأى تجمع فيمكنها الانضمام مباشرة فى منطقة التجارة الحرة القارية عام 2017. الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية السفير الدكتور حازم فهمى الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية التى تقوم بدور مهم فى تأهيل الكوادر الافريقية منذ انطلاق عملها وفى ختام أعمال القمة بشرم الشيخ أكد ل »الأهرام« ان افريقيا هى الاقتصاد البازغ للعالم الان وذلك سيتزايد نسبيا خلال السنوات المقبله نظرا لان بها قوى سكانية شابة كما تضاعف معدلات النمو فى الدول لانها بدأت بمعدلات نمو قليلة وفى الوقت نفسه زياده مستوى التعليم معتبرا ان مصر تجمعها مع الدول الافريقية تاريخ وإرث وان الدول الافريقية تثق فى مصر بصوره مختلفة نتيجة لتلك العلاقة الخاصة حيث كانت حريصة على إبراز الهوية الافريقية . وأوضح ان التكتل الذى نشأ من شرم الشيخ ما بين التجمعات الثلاثه الكوميسا والساداك وشرق افريقيا مقدمة لمنطقة التجارة الحره الافريقية حيث يضم اكثر من 50%من دول القاره بناتج محلى 1.2 تريليون دولار وكل هذه ارقام غير عادية وتفتح آفاقا للتكامل الاستثمارى والتجارى . وأشار إلى ان مصر تحاول المساعده فى بناء ودعم الكوادر الافريقية والقدرات الذاتية لها وبالتوازى بنفس الأهمية موضوع الاندماج وسنسعى لاستثمار هذا الاندماج للتكتل الناشئ من خلال استضافة منتدى الاستثمار والتمويل والتجارة على مستوى افريقيا نهاية سبتمبر المقبل بشرم الشيخ . وأوضح ان هناك نتائج إيجابية لتوقيع اتفاقية تحرير التجارة من جانبين من خلال تعميق وزيادة الاستثمارات وتوجد منطقة واسعة من الاستثمار نظرا لان اى مستثمر اجنبى من الدول التى تتهافت على افريقيا حاليا فإذا استثمر فى أى دولة من اعضاء الاتفاقية فيمكنه التصدير لأى دول من الأعضاء. وأكد ان التحرك السياسى نحو افريقيا كان مهما جدا وكان لابد من ترجمته لعلاقات اقتصادية على الارض ووجود الارادة السياسية يساعد على تذليل اى عقبات قد تكون ظاهره على النطاق الاقتصادى.