يرأس المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وفد مصر خلال اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقى التى تستضيفها جنوب أفريقيا اليوم وغدا فى دورتها ال 25 بمشاركة رؤساء دول وحكومات 54 دولة أفريقية، تحت شعار « عام تمكين المرأة والتنمية نحو تحقيق الأجندة الأفريقية لعام 2063». ويستهل جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا القمة بكلمة ترحيب، قبل أن يفتتح روبرت موجابى رئيس زيمبابوى والرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى القمة، يعقبه بيان القمة تلقيه نكوسوزانا زوما رئيسة المفوضية الأفريقية، ثم كلمة لبان كى مون أمين عام الأممالمتحدة. كما يلقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس كلمة أمام القمة، حيث يصدر عن القمة كل دورة قرار بتأييد حق الشعب الفلسطينى فى قيام دولته وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين . ويلقى محلب، كلمة فى الجلسة الخاصة بتمكين المرأة، حيث تقدم مصر تقريرين، أحدهما عن المساواة بين الجنسين والآخر حول التمييز ضد المرأة. كما ستقدم مصر خلال القمة تقريرا حول ما تم إحرازه خلال الأشهر الستة الماضية فى قضية التغير المناخى باعتبارها رئيس اللجنة التنسيقية الممثلة لأفريقيا فى مؤتمر المناخ المقرر انعقاده فى ديسمبر القادم بباريس. ومن جانبه، أعلن جاكوب زوما أن القمة ستناقش عددا من التقارير حول الإيبولا و الخطة العشرية لأجندة 2063، إلى جانب بحث سبل توفير موارد بديلة لتمويل أنشطة الاتحاد الأفريقي، فضلا عن تقرير مجلس السلم والأمن فى القارة، بالإضافة إلى تقرير عن النيباد يقدمه رئيس السنغال ماكى سال، فى حين يقدم رئيس غانا جون ماهوما تقريرا عن التجارة. أما رئيس سيراليون فسيعرض تقريرا حول ماتم إنجازه فى المفاوضات الخاصة بتوسيع العضوية بمجلس الأمن الدولى باعتباره رئيس لجنة العشرة المسئولة عن إصلاح الأممالمتحدة. كما تناقش القمة قضايا مكافحة الإرهاب و معاداة الأجانب «الزينوفوبيا» فضلا عن الهجرة والبنية التحتية. وستستمع القمة لتقرير عن قمة شرم الشيخ الخاص بإطلاق اتفاقية التجارة الحرة بين الثلاثة تجمعات الاقتصادية الكبري. ورحب زوما بالاتفاق، واعتبره خطوة مهمة نحو تعزيز التجارة البينية الأفريقية حتى تستفيد القارة من مواردها وتتمكن من تحقيق الأهداف التنموية فى خطة 2063. و قال إن بنك التنمية الأفريقية يعد إحدى الأدوات المهمة لتمويل مشروعات البنية التحتية فضلا عن الحاجة إلى البحث عن موارد بديلة للتمويل. كما أعلن خلال مباراة «الجولف»، التى أقيمت على هامش القمة حرصه على تنظيم هذه الفاعلية بشكل سنوي، ودعا القادة ورجال الأعمال الأفارقة أن يحذو حذوه ليخصص ريعها لصالح مؤسسة الاتحاد الأفريقى كبديل افريقى خالص لدعم برامج وأنشطة الاتحاد بدلا من الاعتماد على الخارج. وعلى هامش القمة، أكد محلب، خلال مشاركته فى قمة لجنة توجيه النيباد المنعقدة حاليا فى جنوب أفريقيا دعم مصر للجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية التى تقع ضمن أجندة 2063، والتى يتمثل هدفها الرئيسى فى الازدهار بالقارة الأفريقية وأبنائها، والتى تعتمد على تنمية القطاعات الحيوية للقارة وإنشاء بنية تحتية تضع الأساس لعملية التنمية، وتطوير قطاع الزراعة لتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الغذائى القاري، وتعزيز التجارة البينية الأفريقية، لاسيما من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة قارية فى المستقبل القريب. كما نقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المشاركين فى قمة لجنة توجيه النيباد المنعقدة بجنوب أفريقيا، مشيرا إلى أنه كان يود الحضور وسط أشقائه الأفارقة لولا ظروف اضطرارية حالت دون ذلك. ويشارك محلب فى القمة على رأس وفد يضم سامح شكرى وزير الخارجية وخالد فهمى وزير البيئة. وقام رئيس الوزراء بمداخلة حول عرض كارلوس لوبيز مساعد سكرتير عام الأممالمتحدة، والسكرتير التنفيذى للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا بشأن أهداف التنمية الأفريقية، فى إطار تنفيذ أجندة التنمية 2063، توجه فيها بالشكر إلى الرئيس الجنوب أفريقى جاكوب زوما على حفاوة الاستقبال واستضافة قمة الاتحاد الأفريقى ولجنة توجيه النيباد. ووجه محلب التحية لكارلوس لوبيز على عرضه حول أهداف التنمية فى إطار أجندة 2063، التى أقرتها قمة الاتحاد الأفريقى السابقة فى أديس أبابا فى يناير 2015، والتى تُمثل رؤية جماعية للقارة الأفريقية وخريطة طريق للخمسين عاماً المقبلة. وأضاف محلب قائلا «تسعدنى الإشارة بهذه المناسبة إلى أن مصر قد استضافت منذ أيام قمة التكتلات الثلاثة الأفريقية بمشاركة الدول أعضاء الكوميسا والساداك وتجمع شرق أفريقيا، حيث تم خلالها إطلاق منطقة تجارة حرة تجمع بين دول تلك الأقاليم، وتعد تلك الخطوة تقدما مهما فى إطار تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية، التى نأمل جميعا فى إطلاقها وتعزيز الاندماج والتعاون الاقتصادى فى ربوع قارتنا الأفريقية». وأوضح محلب أن مصر تقوم حاليا بدراسة سبل إدماج أهداف تنمية أجندة 2063 ضمن الأجندة التنموية الوطنية من خلال إعداد خطة وطنية لمواءمة تنفيذ خطتنا الوطنية مع الأجندة. كما دعا كافة الدول الأعضاء إلى التعاون والتنسيق على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية من أجل تحقيق أهداف الأجندة، وأعرب عن استعداد مصر فى هذا السياق إلى التعاون مع الأشقاء الأفارقة فى كافة المجالات التنموية، وكذلك لبناء قدرات أبناء القارة وتطوير مؤسساتها من أجل تمكينها من أداء مهامها لتحقيق أهدافها المشتركة. وأضاف محلب أنه فى ضوء تولى رئيس مصر منصب منسق لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتغير المناخ، وتولى مصر رئاسة مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، فإن مصر تولى بالغ الأهمية للقضايا البيئية، وسبل مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ، حيث استضافت مصر مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فى مارس الماضي. كما استضافت الاجتماع الوزارى لمكتب مؤتمر وزراء البيئة فى مايو الماضى لبحث سبل تنفيذ البرامج الإقليمية الرائدة فى مجال البيئة والتى تهدف إلى مكافحة التصحر، وتحسين إدارة الأراضي، وتحقيق الاستدامة فى الإنتاج والاستهلاك، وتوليد الطاقة من المصادر المتجددة والمستدامة، وتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى أن مصر تعتبر مجال البحث العلمى إحدى الأولويات الإنمائية للقارة، حيث يشكل أساس التطور والتنمية فى كافة المجالات، ودعا الأشقاء الأفارقة إلى تعزيز التعاون فى هذا المجال من أجل تنمية مجتمعات القارة ودولها إلى مجتمعات المعرفة، والتى من شأنها النهوض بالقارة إلى مستقبلٍ أفضل. ودعما للجهود المشتركة فى هذا المجال، أعربت مصر عن استعدادها لاستضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية خلال قمة الاتحاد الأفريقى السابقة فى أديس أبابا. وفى نهاية مداخلته، أكد رئيس الوزراء «أود أن أؤكد أن جهودنا من أجل التنمية يجب أن تتضمن رؤية شاملة، تأخذ فى اعتبارها موضوعات السلم والأمن والاستقرار ومكافحة التطرف والقضاء على الإرهاب، حيث أن انتشار الإرهاب والنزاعات إنما من شأنه زعزعة الاستقرار والتنمية الاقتصادية التى نسعى سويا لتحقيقها، وهو ما يفرض علينا التعاون المشترك من أجل التصدى لهذه التحديات من منظور شامل، كما أدعو كافة الشركاء إلى الالتزام بمسئولياتهم تجاه القارة الأفريقية وشعوبها». وقد بحثت قمة النيباد عددا من الموضوعات ذات الأولوية فى إطار تنفيذ برامج النيباد التنموية فى القارة الأفريقية، وعلى الأخص فى مجالات الزراعة والبنية التحتية، وسبل تعزيز التكامل بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية لتحقيق أهداف التكامل الإقليمى على مستوى القارة ، وبحث تطوير الشراكات مع المجتمع الدولي، لاسيما مجموعة الدول الصناعية السبع بالإضافة إلى موضوع تمكين المرأة اقتصادياً لتحقيق الأهداف المشار إليها وباعتباره شعار القمة وللدور الهام الذى تلعبه. كما اجتمع محلب مع رؤساء جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وزيمبابوى والاتحاد الأفريقى روبرت موجابي، وزامبيا إدجار لونجو، والسنغال ماكاى سال، حيث تناولت اللقاءات سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول الأفريقية والبناء على قوة الدفع التى شهدتها العلاقات معها مؤخرا. كما تطرق خلال لقاءاته مع القادة الأفارقة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الأفريقية والتنسيق بشأن كيفية دفع أولويات القارة اقتصاديا وسياسيا، وكذلك التنسيق بشأن تعزيز الموقف الأفريقى فى القضايا المطروحة على الساحة العالمية. وعلى هامش مشاركته فى الاجتماعات التحضيرية للقمة الأفريقية، أكد وزير الخارجية حرص مصر الكامل على تنسيق جهودها فى مجال مكافحة الإرهاب مع الدول الأفريقية، ونقل خبراتها لرفع كفاءة الدول المتضررة من الإرهاب. وشدد على أن «قوة دولنا فى مكافحة الإرهاب تتمثل فى وحدة مواقفنا والتنسيق الدائم ووحدة الرسالة التى نبعث بها لمكافحة الإرهاب». وطلب شكري، فى حديث لقناة جنوب أفريقيا الإخبارية الأولى «سابك»، من المجتمع الجنوب أفريقى أن يثق فى النظام القضائى المصرى وحياديته تماما مثلما يثق المواطن المصرى فى مصداقية القضاء الجنوب أفريقي، وذلك فى رده على بعض الاستفسارات المتعلقة بأحكام القضاء المصرى والمتهم فى احداها مواطن يحمل جنسية جنوب أفريقيا الى جانب جنسيته المصرية . وحول جهود مكافحة الإرهاب الذى تعانى منه مصر وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول الأفريقية، شددت قناة «سابك» على الدور الهام والأساسى الذى تقوم به مصر فى مجال مكافحة الإرهاب والحاجة إلى تظافر الجهود لمواجهة تلك الآفة البغيضة، التى باتت تهدد استقرار العديد من الدول الأفريقية سواء فى منطقة القرن الأفريقى من خلال نشاط تنظيم الشباب الصومالى أو حركة «بوكو حرام» فى نيجيريا وغيرها. وتناولت أسئلة التليفزيون الجنوب أفريقى استفسارات عن الأوضاع الداخلية فى مصر، والتطورات الإيجابية الملحوظة التى يشهدها الاقتصاد المصرى مؤخرا، ونتائج مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وقمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة فى شرم الشيخ، فضلا عن جهود مكافحة الإرهاب فى المنطقة والقارة الأفريقية. وعلى صعيد متصل، يشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى فى أعمال الدورة العادية الخامسة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقى المنعقدة حاليا فى جوهانسبرج.