كلما إزددت شوقا.. تحفظ وابتعد. وكلما إستفضت شعرا.. إزداد جفاء .. «فأرتعب». فأسأله.. أتحبنى..؟.. فيجيب : فلمن سيكون الحب.. «إن لم يكن إليك»؟ أسأله: فلما لاتحادثنى حديث الحب.. وتستفيض؟ فيقول: وفيما تريدين الحديث؟.. وأنا أحمى ظهرك.. وأؤمن عيشك.. وفوق هذا لا أغضبك! أقول له: لكنى أحب حلو الكلام من فمك. فيقطع عنى الحديث: ومن أين آتى بالوقت وقد أصبح كله للعمل..؟ وإن فعلت.. من أين آتى لك بالحياة المترفة التى إعتدتيها «يابنت الذوات»؟ أقول له: أنظر فى عينيك فلا أرى حديث الغرام.. ولاغضب الأزواج.. ولاحتى شجارهم.. فأحدث «ثورة حب» فى حياتى أو حتى «جلبة عارمة» يهتز لها كيانى. يقول: ولما أثير حماسك.. وغيظك.. وردة فعلك.. ؟ أقول: ولماذا لاتثير غيرتى عليك؟.. ولماذا لاتغار على مثل بقية الأزواج؟ يقول: لأنك.. لن تتحملى رياح الحب العاتية.. إنما أنت من تفضلين دوما أن تتركى سفينتك راسية على شواطىء ذات الأمواج الهادئة. أقول له: ولكنى بشر قد أشعر بالرتابة والملل.. وقد يستهوينى مشاهدة الغروب .. وأشتاق لصحبة الأهل والأصحاب كما فى الأيام الخوالى.. والسهر على الضحكات حتى نهار كل فجر جديد. يقول: صدقينى.. أنا من كنت تبحثين عنه.. ورأسك العتيد كالصخر - مالان-.. إلا بذلك الاستقرار الذى قدمته اليك، «وقلبك المكسور» الخالى لم يكن لتندمل جراحة إلا بين راحتي الآمنتين اللتين تثورين عليهما الآن. فلما لا تستسلمين.. وتهدئين.. فأنا وحدى من يعرف قدرك ويستطيع الحفاظ عليك.. أما الكلام المعسول فهو - كلام أفلام-. هذه السطور كانت لزوجة وأم كبر أولادها وتريد أن تبعث السعادة الراكدة فى حياتها الزوجية، وهى لاتعانى من شىء بالتحديد، ولكن يقتلها صمت الزوج وتحفظه فى الكلام، ليس لمرور أعوام طويلة على زواجها منه -02 عاما-، ولكن كما يظهر من نبض سطورها أن هذه بعض خصاله، فهو كما يبدو لايجيد فن الحديث العاطفى أو أنه ذو شخصية عقلانية، فهو يبحث عن حياة كريمة لها ولكنها تبحث عن الحب الذى ربما قد ضاع من حياتها وتفتقده، ربما يكون لفقد ما فى حياتها-أهل أو أحباب أو أصدقاء، كما أنها فيما يبدو تشعر بالوحدة –فهى لاتعمل أو تمارس عملا خفيفا- أو لطبيعتها العاطفية وتبحث عن المزيد من الحب فى قربه منها -وحمدا لله أنها لم تبحث عنه فى مكان آخر- فتستجديه أن يلتفت اليها بمنطق الحب، فيرد عليها بلغة العقل، فهو يوفر لها الأمان والراحة والحنان الذى كانت تبحث عنهم وقتما تزوجت به، ولكنه نسى أنه «قد جد جديد» فى حياتها فقد كبرت وكبر الأبناء واستغنوا عنها –نسبيا عن ذى قبل- وأنه لم يعد أمامها إلاهو الزوج والحبيب ورفيق الحياة، والذى مازال منشغلا عنها فى رحلة البحث عن حياة تليق بها –وهذه حجة أيضا- انما يبحث عن تحقيق طموحه ونجاحه بالطبع، ولكنه نسى فى هذه الرحلة أنها امرأة تنتظر نظرات الشوق وحلو الكلام منه، ولا أوافقه القول أنه: «يكفيها أنه مخلص.. وأنها ليست حمل نار الغيرة.. وينصحها بأن تدع سفينة الزواج راسية على شاطئه الهادىء».. ولكنها تصر على الابحاربها معه وتبادل حلو الحديث فيها وتبادل الذكريات ولا بأس أن تعود بها من جديد لمرساها حتى تتجدد الحياة. • «نعم» أوافقه الرأى فى «أن من يتكلم كثيرا.. يفعل قليلا» وأن الحب ليس بالكلمات ولكنه بالأفعال.. ولكن ألم يسمع مقولة أن «المرأة تأكل بأذنيها»، وأن الكلمات الحلوة تصل للمرأة عن طريق الأذن الى المخ فتمدها بالطاقة والسعادة والقدرة على مواصلة الحياة كما يؤكد العلماء، وأن هناك الكثير من الأشخاص مازالوا لايشعرون بالحياة الا بحلو الكلام وبتبادل الحديث الحلو، وأنها تفرق فى حياتهم كسطوع الشمس كل نهار، ولهذا الزوج أقول له: «بل ريق» زوجتك.. بقطرات من كلمات حبك التى لن تكلفك الكثير.. إلا بضع من حلاوة وطراوة كلماتك الماضية.. التى كنت تقولها لها قبل الزواج. • رفقا أيها الرجال .. فنظرة شكر أو كلمة حلوة لن تسقط «كرامتكم العلياء» أمام زوجاتكم، وانشغالكم بالعمل وتوفير الحياة الكريمة «ماهى الاحجة» ، والحقيقة.. أنكم تشعرون بكبريائكم يهوى عند تفوهكم بكلمات ترضيها.. مع أنكم لم تكونوا لتشعروا بهذا عندما كنتم تقولوها لهن.. قبل وضعهن فى بيوتكم أو فى زنازينكم الذهبية.. المسماه ب «ببيوت الزوجية».