بمرور الأيام تتكشف معلومات جديدة عن الإخوان، وخططهم التى أعدوها للسيطرة على البلاد، واستقدام عناصر أجنبية من الجماعات الإرهابية إلى سيناء عبر غزة، وتتضح صورتهم الحقيقية التى يحاولون اخفاءها، وهذا كله ليس ببعيد عن أنظار العالم والشعوب، فها هو الشعب التركى يدرك أبعاد ممارسات الإخوان، ولذلك تراجعت شعبية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يواجه الآن ما يمكن تسميته «النكسة الكبرى» بعد فشل حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» فى الانتخابات البرلمانية، وعدم تمكنه من الانفراد بتشكيل الحكومة، وبالتالى أصبح أمامه، إما تشكيل حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية، أو تنظيم انتخابات مبكرة، كما أنه لن يتمكن من تحقيق حلمه بتحويل النظام البرلمانى إلى رئاسى. وبدا ارتباك أردوغان واضحا، إذ دعا الأحزاب السياسية إلى ما وصفه ب «التصرف بمسئولية» للحفاظ على استقرار البلاد، أما أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء، فقد قال إن حزبه سيعيد تقييم الأمور، ودعا الأحزاب كلها إلى صياغة دستور مدنى جديد لتركيا. أما صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردى، فقد قال إن الانتخابات نهاية للديكتاتور والديكتاتورية، وأن نتائجها تؤكد أن هناك مشكلة كردية فى تركيا، بعكس ما كان يدعيه أردوغان.. وأكدت صحيفة «سوزجو» المناهضة لأردوغان بشدة تحت عنوان «الانهيار «أن الناخبين رفعوا البطاقة الحمراء فى وجهه. وعلى صعيد جماعة الإخوان والموالين لها، فقد انتابتهم حالة من القلق والارتباك، لدرجة اعترافهم بأنهم كانوا سببا فى تراجع حزب أردوغان، وفقا لما قاله المهندس إيهاب شيحة القيادى البارز بتحالف دعم الإخوان بتركيا، ولقد فات الكثيرون أن انهيار الإخوان فى مصر كان بداية لانهيار الأنظمة الإخوانية الأخرى فى تونس، ثم تركيا.. ويبقى السؤال : هل استوعب أردوغان الدرس حقا ؟. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد البرى