أذربيجان تلك الدولة الجسر الذى يصل بين العالم الاسلامى وأوروبا حيث تتمتع بعضوية مجلس اوروبا ومنظمة التعاون الاسلامى فى الوقت نفسه، تستغل امكاناتها الاقتصادية ومكانتها الدولية لتحقيق التواصل بين الثقافات المختلفة عبر منتدى باكو لحوار الثقافات مثلما تستغل امكاناتها النفطية للعمل من أجل أمن الطاقة العالمي. فعلى صعيد جهود تحقيق الوفاق الثقافى والحضارى بادرت بإنشاء منتدى باكو لحوار الثقافات والذى يحظى برعاية مباشرة من رئيس الدولة إلهام علييف ويتضمن تبادلا مفتوحا قائما على الاحترام لوجهات النظر بين مختلف الأشخاص، والمجموعات والأعراق، وأتباع الديانات والناطقين باللغات المختلفة، وأصحاب التراث على أساس الفهم المتبادل والاحترام. وتحت عنوان «التبادل الثقافى من أجل الأمن المشترك» عقد المنتدى دورته الثالثة منذ أيام فى العاصمة باكو التى تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتظلل شوارعها الأنيقة النظيفة أشجار الزيتون وتستعد من الان لعقد الدورة الرابعة بعد عامين وهى على موعد فى ربيع 2016 مع المنتدى العالمى السابع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة وأكملت العدة لاستضافة اوليمبياد أوروبا فى 12 يونيو المقبل. المنتدى أصبح منصة دولية يجتمع من خلالها ممثلو أكثر من 100 دولة فضلا عن المنظمات الدولية للتباحث فى سبل تحقيق الوفاق الحضارى فى عالم يعج بالمشكلات وخاض ابناؤه الحروب تحت راية الحضارة والدين. ولعل مضامين الحلقة الثالثة لأعمال المنتدى تعبر عن شوق انسانى وعالمى للتعايش حيث تم تأكيد ضرورة مشاركة الحضارات لصنع أمن مشترك وأهمية القوة الناعمة والتنوع فى العصر الحديث، وأهمية الحوار ودوره فى عملية التحول، ومواجهة التطرف العنيف, والقبول بالتعددية الدينية والعمل من اجل حياة أفضل. كما أكد المنتدى أهمية دور السياحة فى الترويج للتسامح والتفاهم والحوار بين الشعوب والثقافات والحضارات من خلال انتقال البشر كسفراء بين بلدانهم والبلدان التى يزورونها، وتعلم العيش المشترك وضرورة الاستفادة من قدرات الشباب باعتبارهم عنصر التغيير بنشر التعليم وإعداد البشر للحوار من خلاله. إلهام علييف رئيس أذربيجان افتخر بأن بلاده وصلت الى مرحلة التعليم بنسبة 100% وأصبحت نسبة الأمية صفرا, ان بلاده التى تضم اقدم المساجد والكنائس والمعابد وهى جزء من العالم الاسلامى وأوروبا تعد نموذجا لاحترام التعدد الثقافى والعرقى والدينى تضرب المثل للعالم فى مواجهة أسباب الفرقة حيث لا بديل عن القبول بتعدد الثقافات والحضارات تنمية اقتصادية وإسهام فى أمن الطاقة العالمي أذربيجان التى تمتلك ثروات هائلة ولا مخرج لها للبحر المفتوح , مدت خطوطا للانابيب ربطت لأول مرة فى التاريخ بحر الخزر بالبحرين الابيض المتوسط والأسود لتغيّر أذربيجان خارطة الطاقة لاول مرة. وأصبحت أذربيجان مصدر طاقة آمن لأوروبا مع تشغيل خط انابيب باكو تيليسى جيهان بطاقة مليون برميل من النفط يوميا, إضافة الى خط الانابيب الذى يصل الى تركيا ثم اليونان والذى جرى اعداده, ليضاف الى حقل شاه دينيز العملاق الذى يحتوى على ألف مليار متر مكعب من الغاز, والذى بدأ الانتاج مؤخرا. هذه المؤهلات قادت الى توقيع اتفاق مشاركة استراتيجى بين أذربيجان والاتحاد الأوروبى يجعلها مصدر الطاقة الآمن لأوروبا التى تتجه لتقليص اعتمادها على النفط الروسي. الدولة التى تتخذ حاليا من جمهورية اذربيجان اسما لها يرجع عمرها الى 1991 عندما استقلت عن الاتحاد السوفيتى المنهار. وفرحة الحصول على الاستقلال يشوبها الحزن على فقدان أذربيجان لنسبة 20% من أراضيها ممثلا فى اقليم» ناجورنو قراباغ» الذى تسيطر عليه ارمينيا مما أدى الى تشريد نحو مليون شخص من اجمالى عدد السكان البالغ نحو ثمانية ملايين نسمة. ووفقا لرؤية وزير الخارجية الأذربيجانى محمد ياروف، فإن المفاوضات بين أذربيجانوأرمينيا الجارية تتم وفقا للمبادئ الأساسية للتسوية المتعثرة عبر مجموعة منسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا والتى لم تتخذ خطوة للأمام منذ 20 عاما لحل مشكلة الاقليم. علاقات متوازنة مع أمريكاوروسيا تنسج أذربيجان علاقاتها مع كل من الولاياتالمتحدةوروسيا بخيوط من حرير وكما يقول الرئيس الأذربيجانى الهام علييف فان بلاده تكاملت مع العالم بنجاح لانتهاجها سياسة خارجية متزنة. كما اقامت علاقات متعددة الاطراف وثنائية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون. فمع روسيا هناك علاقات الصداقة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المفيد والذى يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والفنية والاستثمارات المشتركة والأمن ومكافحة الإرهاب. أما العلاقات بين أذربيجانوالولاياتالمتحدةالأمريكية فانها تستند على اسهام أذربيجان فى أمن الطاقة العالمى ومكافحة التحديات والتهديدات الكبيرة، والدعم المادى والفنى للعمليات فى أفغانستان فضلا عن المشاركة الأمريكية إلى جانب روسيا وفرنسا كوسيط فى المفاوضات بشأن النزاع القائم بين أرمينياوأذربيجان حول اقليم قراباغ .