أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الحفاظ على المشروعات الإستراتيجية المملوكة للدولة تشكل ضرورة للأمن القومى للبلاد وأنها ليست للبيع، وقال إن الطرق التقليدية فى حل المشكلات الاقتصادية فى مؤسسات الدولة لا تحقق نجاحا داعيا رؤساء الشركات والمؤسسات إلى اتخاذ قرارات فى الإتجاه الصحيح لإصلاح وعلاج الأوضاع داخلها. وجاءت رسائل الرئيس السيسى خلال افتتاح أعمال التطوير والتحديث ورفع الطاقة الاستيعابية لشركة ترسانة الإسكندرية التى تم تطويرها ورفع قدراتها وكفاءتها الفنية لتواكب أحدث الترسانات العالمية فى مجال بناء وإصلاح وصيانة السفن. وفيما يعد أول حديث مباشر للرئيس عن القطاع العام، قال السيسى إن تجربة تطوير ترسانة الإسكندرية تعطى مثالا على كيفية الحفاظ على ثروات الدولة حيث كانت الشركة معروضة للبيع فى عام 2007 ضمن ما عرض فى السنوات السابقة من شركات مملوكة للدولة رغم أهميتها للأمن القومي. وأوضح فى كلمته أن القوات المسلحة قد تقدمت بمشروع، فى حينه، لتطوير الترسانة البحرية ورفضت أن تخرج الشركة من تحت سلطة الدولة نظرا للمنافذ الواسعة التى تملكها على البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الأمر كان يحتاج إلى خطوات كثيرة للإصلاح ثم تدخلت القوات المسلحة لتولى عملية الإنقاذ والتطوير لتصبح الترسانة البحرية من جديد مؤسسة محترمة شكلا وموضوعا لخدمة الصناعات البحرية ونموذجا يحتذى فى كل مؤسسات الدولة المتعثرة. وطالب الرئيس برفع معدلات الإنتاج قائلا إن مصر تحتاج اليوم إلى تأكيد قيم وثقافة العمل وأن قيمة الانتماء ليست بالأقوال فقط بل بالعمل من أجل هذا الوطن. وشدد على رفضه أى صورة من صور الفساد فى مؤسسات الدولة ومن بينها عدم تسيير العمل بالشكل المناسب وإسناده إلى أناس لا يعرفون فنون الإدارة والتلاعب فى الموازنات بحيث تخرج المؤسسة المتعثرة رابحة بخلاف الحقيقة. وأضاف أنه لن يتم ترك العاملين فى تلك المؤسسات المتعثرة، فهم أبناء مصر ولكن لا ينفع أن تكون المؤسسات خاسرة وتطالب الناس بمطالب تخرج عن المخصصات المالية الطبيعية التى تتفق مع معدلات الإنتاج الحالية والجدوى الاقتصادية. وقال السيسى إن عدم تطوير المؤسسات والتراخى عن تركها قوية ورابحة للأجيال القادمة هو فساد أيضاً مشيرا إلى ضرورة التصدى للفساد بشكل حاسم حيث يؤدى استمراره إلى كسر معنويات الناس ويعطيهم رسائل أنه لا يوجد أمل. واشار الى أن كل مسئول فى مؤسسات الدولة يحتاج إلى الانتباه وأن تكون أعينه مفتوحة ولا يرى الخطأ ويتركه لأننا لا نملك الوقت للتجريب ونريد أن نواجه المشكلات ونحلها بجد. وقال إن أى مسئول يجب أن يتخذ القرارات الكفيلة بإخراج مؤسسته من عثرتها معتبرا ان التردد فى القرار هو أمر «مكلف جدا» ومن يتعثر فى القرار هو إما لا يعرف فى الإدارة أو غير قادر على اتخاذ القرار أو يخشى تداعيات قراره. وأضاف أن هناك مسئولين يخشون تحمل مسئولية قراراتهم ووجه السيسى رسالة لهم قائلا: «لو مسئول أخذ إجراءات ولأى سبب تعرض للإيذاء.. يعنى مصر يا سيدى ماتستحقش نتئذى علشانها»، وقال إن أى مسئول يعمل شيئا من أجل مؤسسته وتقدمها لن يخسر بالتأكيد لأن ربنا معانا هو السند لنا فى الإصلاح، مشيداً بتضحيات جنود مصر البواسل دفاعا عن امن واستقرار بلدهم. وأضاف أن مؤسسات الدولة هى ملكنا جميعا ولا يمكن أن نظل نحصل على مرتبات من مؤسسات لا تكسب ومن منشآت لا تحقق الجدوى الاقتصادية. وفى لمحة تعكس الجدية فى التعامل مع ملف تطوير شركات القطاع العام، التفت الرئيس إلى اللواء إبراهيم جابر الدسوقى رئيس جهاز الصناعات والخدمات البحرية مطالبا بتحقيق شركة ترسانة الإسكندرية لأرباح خلال العام الحالى لتغطية نفقات التطوير. وقال السيسى «القواعد التى كان معمولا بها فى السابق لا تنفع معي، فما صرف على تطوير الترسانة لابد من استرداده من أجل الدخول فى تطوير مشروعات أخري». كما جدد الرئيس دعوته إلى الجميع بالتخلى والتجرد من المصالح الخاصة حتى نجعل من كلمة «بنحب مصر» واقعا فعليا والتى قال إنها لابد أن تترجم فى صورة عمل مكثف ومتابعة و«النحت فى الصخر» حيث أوضاع مصر تفرض عليها ذلك فى كل قطاعات الدولة. وقال إن مصر لديها فرصة أن تنهض ونحن مؤتمنون على مصر من شعبها.
شباب الإسكندرية فى الاحتفال فى ظل تقليد رئاسي، حضر مجموعة من شباب محافظة الإسكندرية احتفال تطوير الترسانة البحرية، وهو ما يحدث فى كل المشروعات التى يحضرها الرئيس السيسي.
كلنا كده عايزين صورة أثناء خروج الرئيس عبدالفتاح السيسى من مقر الاحتفال، تعالت أصوات عمال الترسانة بالغناء «صورة.. صورة كلنا كده عايزين صورة»، فعاد السيسى قبل أن يستقل سيارته لالتقاط صورة معهم فى ظل فرحة كبيرة من العمال.
