( كم فى أمتنا من المضحكات المبكيات ، وكم من النكد والعته ، وكم من الخفة والسخف ، وكم من التقلب فى الدنيا ظهرا لبطن وترك للآخرة وراء الظهر، وكم من الأخبار القاتلة ، وما أقل الأخبار المبهجة ) . ففى دول مثل الصومال وبورما وبنجلاديش واليمن وغيرهم ترى مسلمين وقد برزت عظام أجسادهم من الجوع والفاقة ،ومشردين ونازحين من العراق وسوريا وأفعانستان وقبلهم فلسطين بالملايين ، بينما تعيش الكلاب فى كثير من القصور فى رفاهية يحسدها عليها القاصى والدانى . ولعل ما نحن فيه وما نحن سائرون إليه يذكرنا بما حذرنا منه النبى صلى الله عليه وسلم من أن الأمة سيكون فيها ما كان فى الأمم السابقة من خسف ومسخ وقذف . فسنن الله عز وجل لا تُجامل ولا تُحابى ، وما حدث لقوم سيدنا لوط عليه السلام من قلب لقراهم رأسا على عقب عقابا لهم على مخالفتهم للفطرة البشرية لن تكون أمتنا أوغيرها مستثناة من نفس العقاب إن سارت سيرها ، وفعلت فعلها. وخسف دار قارون قد لا ينجو منه فى الدنيا من يطغى بماله . كما أن معاندة أوامر الخالق سبحانه وتعالى نذير بالتعرض للمسخ كما حدث مع اليهود الذين مُسخوا قردة وخنازير . ولقد تخيلت لو أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه كان بيننا وسمع قصة لوحة ( نساء الجزائر )، وما هو فاعل ؟ وهو الذى قال للصحابة ( أفضل البشر بعد الرسل والأنبياء ) فى المدينةالمنورة ( أفضل البقاع بعد مكةالمكرمة ) فى القرن الهجرى الأول ( أفضل القرون البشرية كما قال سيد البشر ) لما إهتزت الأرض ، وضع يده عليها وتوجه مخاطبا للصحابة : ( لن أجاوركم فيها إن إهتزت مرة أخرى ، فما إهتزت إلا بذنب ) . يقول الخبر :( إن رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني هو المشتري الغامض للوحة “نساء الجزائر” التي رسمها الفنان الاسباني بيكاسو عام 1955 بباريس، والتي بيعت بمبلغ 116 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل 179 مليون دولار في مزاد علني يوم 11 مايو الماضي فى نيويورك، وهو أعلى مبلغ يدفع للوحة فنية في التاريخ. وذكرت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية أن الشيخ حمد اشترى اللوحة من مالكها السعودي الذي ما زال مجهول الهوية ، بعد 11 دقيقة من بدء المزاد الذي نافسه فيه العشرات، شخصياً وبالهواتف والبريد الإلكتروني من كل القارات، وأن اللوحة التي قد يحتفظ بها الشيخ حمد في أحد منازله في لندن ولن تعرض في مكان علني عام في قطر “لما فيها من تعرية”، قد لا ترى مرة أخرى إلا في حال تنظيم مزاد جديد لبيعها. وكان الشيخ حمد بن جاسم قد اشترى شقة في وسط لندن في حي نايتس بريدج بمبلغ 119 مليون جنية استرليني ( أى قريبا من سعر اللوحة )، وهو معروف في لندن بأنه الرجل الذي اشترى العاصمة البريطانية ، لأنه أشرف على شراء متجر هارودز الشهير بمبلغ مليار ونصف المليار جنية استرليني، كما اشترى حصة كبيرة في عمارة “تشارد” الأعلى في بريطانيا عندما كان رئيسا لمكتب الاستشمار القطري الذي استقال منه بعد تركه منصب رئاسة الوزراء القطرية. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة